أنا ابْنُ ضَبعانِ الكَريمِ المُفْضِلِ |
|
مِن عُصبَةٍ يَبْرونَ مِن دينِ عَليّ |
كَـذاكَ كـانـوا فـي الـزَمـانِ الأوّلِ
[الرجـز]
فخرج إليه الأحوص بن شـدّاد الهمداني ، وهو يقول (١) :
أنا ابْنُ شَـدّادٍ عَلى دينِ عَليّ |
|
لَسْتُ لِعُثْمانَ بْنِ أرْوى بِوَلي |
لأصْلَيَنَّ اليَوْمَ في مَنْ يَصْطَلي |
|
بِحَرِّ نارِ الحَرْبِ حَتّى تَنْجَلي |
[الرجـز]
فقال للشامي : ما اسمك؟!
فقال : منازل الأبطال.
قال له الأحوص : وأنا مقرّب الآجال. ثمّ حمل الأحوص عليه وضربه فسقط قتيلاً ، ثمّ نادى : هل من مبارز؟
فخرج إليه داوُد الدمشقي ، وهو يقول :
أنا ابْنُ مَن قاتَلَ في صِفّينا |
|
قِتالَ قَرْنٍ لَـمْ يَكُنْ غَبينا (٢) |
بَلْ كانَ فيها بَطَلاً جَرونا (٣) |
|
مُجَرّباً لَدَى الْوَغا مَكينا (٤) |
[الرجـز]
فأجابه الأحوص يقول :
يا ابْنَ الّذي قاتَلَ في صِفّينا |
|
ولَمْ يَكُنْ في دينِهِ غَبينا |
____________
(١) قد تقدّم أنّ رفاعة بن شدّاد ارتجز بهذه الأبيات بعينها سوى قوله في البيت الأخير : «حتّى تنجلي» ، فذكر بدلها : «غير مؤتلي» والله أعلم لأيّهما هي؟! (منه).
(٢) الغَبين : الضعيف الرأي.
(٣) جرن جروناً : تعوّد الأمر ومرّن.
(٤) في ذوب النضار : كَمينا. كأمـير القوم يكمنونه في الحرب.