خاصّاً ببعض الأُمور دون بعض ، أم عامّاً شاملاً لجميع مصاديقه؟! معاذ الله أن تراه غير عامّ ، أو يتبادر منه إلاّ الاستغراق ..
ولو قال خليفة المسلمين لأحد أوليائه : جعلت لك ولايتي على الناس ، أو منزلتي منهم ، أو منصبي فيهم ، أو ملكي ، فهل يتبادر إلى الذهن غير العمـوم؟! وهـل يكون مدّعي التخصـيص ببعض الشـؤون دون بعض إلاّ مخالفاً مجازفاً؟!
ولو قال لأحـد وزرائـه : لك فـي أيامـي منزلة عمر فـي أيام أبي بكر إلاّ أنّك لست بصحابي ، أكان هذا بنظر العرف خاصّاً ببعض المنازل أم عامّاً؟! ما أراك ـ والله ـ تراه إلاّ عامّاً ..
ولا أرتاب في أنّك قائل بعموم المنزلة في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، قياساً على نظائره في العرف واللغة ، ولا سيّما بعد استثناء النبوّة فإنّه يجعله نصّاً في العموم ، والعرب ببابك ، فسلها عن ذلك.
* أمّا قول الخصم بأنّ الحديث خاصّ بمورده ، فمردود من وجهين :
الوجـه الأوّل : إنّ الحديث في نفسـه عامّ كما علمت ، فمورده ـ لو سلّمنا كونه خاصّاً ـ لا يخرجه عن العموم ، لأنّ المورد لا يخصّص الوارد كما هو مقرّر في محلّه ..
ألا تـرى لـو رأيـت الجـنب يمسّ آيـة الكرسي ـ مثلاً ـ ، فقلت لـه : لا يمسنّ آيات القرآن محدِث ، أيكون هذا خاصّاً بمورده ، أم عامّاً شاملاً لجميع آيات القرآن ولكلّ محدِث؟! ما أظنّ أحداً يفهم كونه خاصّاً بمسّ الجنب بخصوصه لآية الكرسي بالخصوص ..
ولو رأى الطبيب مريضاً يأكل التمر فنهاه عن أكل الحلو ، أيكون في