وقد لا يخفى عليك إنّ هذا الحديث كان اقتضاباً من رسول الله صلّى الله عليه وآله ، غير مسبّب عن شيء إلاّ البلاغ والنصح لله تعالى في بيان منزلة وليّ عهده والقائم مقامه من بعده ، فلا يمكن أن يكون مخصّصاً بغزوة تبوك.
* ومثله الحديث الوارد في قضية بنت حمزة حين اختصم فيها عليّ وجعفر وزيد ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ! أنت منّي بمنزلة هارون ... الحديث (١).
* وكذا الحديث الوارد يوم كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجرّاح عند النبيّ ، وهو صلّى الله عليه وآله وسلّم متّكئ على عليّ ، فضرب بيده على منكبه ثمّ قال : يا عليّ! أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأوّلهم إسلاماً ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ... الحديث (٢).
* والأحاديث الواردة يوم المؤاخاة الأُولى ، وكانت في مكّة قبل الهجرة ، حيث آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين المهاجرين خاصّة.
* ويوم المؤاخاة الثانية ، وكانت في المدينة بعد الهجرة بخمسة أشهر ، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار ، وفي كلتا المرّتين يصطفي
____________
ص ١٥٤ من جزئه السادس ، وهو موجود في منتخب الكنز أيضاً ، فراجع السطر الأخير من هامش ص ٣١ من الجزء الخامس من مسند أحمد ، تجده بلفظه.
(١) أخرجه الإمام النَسائي ص ١٩ من الخصائص العَلَوية.
(٢) أخرجه الحسن بن بدر ، والحاكم في الكنى ، والشيرازي في الألقاب ، وابن النجّار.
وهو الحديث ٦٠٢٩ ، والحديث ٦٠٣٢ من أحاديث الكنز ص ٣٩٥ من جزئه السادس.