لنفسه منهم عليّـاً ، فيتّخذه من دونهم أخاه (١) ؛ تفضيلاً له على من سواه ، ويقول له : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.
والأخبار في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة.
وحسـبك ممّا جاء من طريق غيرهم في المؤاخاة الأُولى ، حديث زيد بن أبي أوفى ، وقد أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في كتاب مناقب عليّ ، وابن عساكر في تاريخـه (٢) ، والبغوي والطبراني في معجمـيهما ، والباوردي في المعرفة ، وابن عدي (٣) ، وغيرهم.
والحديث طويل قد اشتمل على كيفية المؤاخاة ، وفي آخره ما هذا لفظه :
فقال عليّ : يا رسول الله! لقد ذهب روحي وانقطع ظهري ، حين
____________
(١) قال ابن عبـد البرّ في ترجمة عليّ من الاستيعاب : آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين المهاجرين ، ثمّ آخى بين المهاجرين والأنصار ، وقال في كلّ واحدة منهما لعليّ : أنت أخي في الدنيا والآخرة .. ـ قال : ـ وآخى بينه وبين نفسه. انتـهى.
قلت : والتفصيل في كتب السير والأخبار ؛ فلاحظ تفصيل المؤاخاة الأُولى في : ص ٢٦ من الجزء الثاني من السيرة الحلبية ، وراجع المؤاخاة الثانية في ص ١٢٠ من الجزء الثاني من السيرة الحلبية أيضاً ، تجد تفضيل عليّ ـ في كلتا المرّتـين بمؤاخاة النبيّ له ـ على من سواه ..
وفي السيرة الدحلانية من تفصيل المؤاخاة الأُولى والمؤاخاة الثانية ما في السيرة الحلبية ، وقد صـرّح بأنّ المؤاخاة الثانية كانت بعد الهجرة بخمسـة أشهر.
(٢) نقله عن كلّ من أحمد وابن عساكر جماعة من الثقات ، أحدهم المتّقي الهندي ؛ فراجع من كنزه الحديث ٩١٨ في أوائل صفحة ٤٠ من جزئه الخامس ، ونقله في ص ٣٩٠ من جزئه السادس عن أحمد في كتابه مناقب عليّ وجعله الحديث ٥٩٧٢. فراجع.
(٣) نقله عن هؤلاء الأئمّة جماعة من الثقات الأثبات ، أحدهم المتّقي الهندي ، في أوّل ص ٤١ من الجزء الخامس من كنز العمّال وهو الحديث ٩١٩. فراجـع.