استعماله بعدئذٍ حتّىٰ ٱستقر عنواناً للمعنىٰ الاصطلاحي ، وإن ظلّت بعض العناوين السابقة مستعملة إلىٰ جانبه مدّة من الزمن .
لعلّ أقدم تعريف لجمع المذكّر السالم هو ما ذكره ابن السرّاج ( ت ٣١٦ هـ ) بقوله : « هو الذي يسلم فيه بناء الواحد ، وتزيد عليه واواً ونوناً ، أو ياءً ونوناً ، نحو : مسلمون ومسلمين » (١) .
وعرّفه الزجّاجي ( ت ٣٣٧ هـ ) بقوله : « هو أن تضمّ أسماءً بعضها إلىٰ بعض متّفقة في الألفاظ » (٢) .
ويلاحظ علىٰ هذا التعريف :
أوّلاً : إنّه ليس تعريفاً لحقيقة جمع المذكّر السالم ، وإنّما هو تعريف له بمعناه المصدري ، بوصفه عملاً يمارسه من يقوم بالجمع .
ثانياً : إنّه ليس مانعاً من دخول الأغيار ؛ إذ يشمل جمع المؤنّث السالم ، نحو : قطارات .
وعرّفه أبو علي الفارسي ( ت ٣٧٧ هـ ) بأنّه : الجمع الذي « يسلم فيه بناء الواحد ، كما يسلم في التثنية ، ولا يغيّر نظمه عمّا كان عليه في الإفراد . . . وتلحقه في الرفع واو مضموم ما قبلها ، وفي الجرّ والنصب ياء مكسور ما قبلها ، وتلحق بعد الواو والياء نون مفتوحة » (٣) .
وهذا تعريف سليم لجمع المذكّر السالم ، ولا ترد عليه الإشكالات الواردة علىٰ ما تقدّمه .
__________________
(١) الأُصول في النحو ، ابن السرّاج ١ / ٤٨ .
(٢) الإيضاح في علل النحو ، الزجّاجي : ١٢١ ـ ١٢٢
(٣) الإيضاح العضدي ، أبو علی الفارسی ١ / ٢١ .