وعرّفه ابن جنّي ( ت ٢٩٣ هـ ) بأنّه : « ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه [ و ] يكون في الرفع بالواو والنون ، وفي الجرّ والنصب بالياء والنون » (١) .
وعرّفه ابن بابشاذ ( ت ٤٦٩ هـ ) بأنّه : « كلّ جمع لمذكّر علمٍ يعقل ، أو لصفات من يعقل مثل : الزيدين والمسلمين » (٢) .
وقد اعتمد ابن بابشاذ في الاحتراز من دخول نحو : رجال وعمّال في التعريف ، علىٰ ما ذكره قبل ذلك بقوله : إنّ من أنواع الجمع نوعاً « رفعه بالواو المضمُوم ما قبلها . . . ونصبه وجرّه بالياء المكسور ما قبلها » (٣) . .
إلّا أنّ هذا لا يزيل تماماً مسحة الضعف الفنّي من التعريف .
وعرّفه أبو البقاء العكبري ( ت ٦١٦ هـ ) بأنّه : « ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه » (٤) .
ولم يلتفت إلىٰ عدم مانعيّة التعريف من دخول نحو : قطارات ، ممّا دلّ علىٰ الجمع وسلم فيه بناء الواحد ، مع أنّه ليس جمعاً مذكّراً سالماً ، وإنّما تطرّق لذكر الخلاف في دخول « بنون » في التعريف ، فقال : « فأمّا ( بنون ) فقال عبد القاهر رحمهالله : ليس بسالم ؛ لسقوط الهمزة منه ، وقال غيره : هو سالم ، وإنّما سقطت الهمزة ؛ إذ كانت زائدةً توصّلاً إلىٰ النطق بالساكن ، وقد استُغني عنها » (٥) .
__________________
(١) اللمع في العربية ، ابن جنّي : ٢٠ .
(٢) شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ ١ / ١٣٣ .
(٣) شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ ١ / ١٣٣ .
(٤) اللباب في علل البناء والاعراب ، أبو البقاء العكبري ، تحقيق غازي مختار طليمات ١ / ١١٢ .
(٥) اللباب في علل البناء والإعراب ، العكبري ١ / ١١٢ .