القارئ المشهور يحيىٰ بن وثاب ) وهو مولىٰ عبد الله بن عبّاس جدّ العبّاسيّين .
وقد ألّف كتابه إجابة لطلب شخص مرموق ـ لعلّه كان ذا منصب ـ منهم . . وقد رأى أنّ واجبه في تأليفه بصفته مؤرّخاً أن يجعله تاريخاً يتضمّن دروساً أخلاقية تربوية ، وسعىٰ أن يكون أثراً روائياً موثّقاً وكتاباً جامعاً كاملاً في تاريخ الخلفاء .
ومن وجهة نظر مؤرّخ ، فهو دورة للتاريخ العربي ؛ بسبب طريقته في عرض المواد ، وأُسلوبه الأدبي الخاصّ الذي يحكم مؤلّفه ويمثّل حيوية فكره ونظرته الخاصّة للأشخاص والحوادث . .
وأخيراً لا بُدّ أن نذكّر بميل المؤلّف إلىٰ مذهب السُنّيين وٱتّجاتهم السياسية ، الأمر الذي يتّفق مع خطّ العائلة العبّاسية ؛ ولذا تجد فيه مواقفه المضادّة للتشيّع لعلي وأهل بيته بشكل صريح ) . انتهت مقدّمة الكتاب .
وقد قام الدكتور عبد العزيز الدوري بنشر كتاب باسم : أخبار الدولة العبّاسية ، في بيروت ـ دار الطليعة / ١٩٧١ م ، لمؤلّف مجهول ، قيل أنّه من القرن الثالث ، وقد لخّصه آخر في أوائل القرن الخامس . .
وقد رأىٰ الدوري أنّه يوجد تشابه وثيق بين القسم الثاني من هذا الكتاب ( من صفحة ٢٣٥ ـ ٢٩٤ ) ، وبين كتاب أخبار الدولة العبّاسية .
ونضيف إليه أنّ مؤلّف كتاب أخبار الدولة العبّاسية من معاصري علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، المتوفّىٰ حدود سنة ٢٨٥ هـ ؛ لأنّه روىٰ عنه مباشرة بدون واسطة . . ففي ص ٣٢ ، من طبعة الدكتور الدوري قال :
أخبرنا علي بن إبراهيم بن
هاشم القمّي ، عن أبيه ، عن الزبيري ، بإسناد له يرفعه ، قال : بينا عمر جالس في جماعة من أصحابه ، فتذاكروا