لا أكن أهون عليك من ناقة [ صالح ] . .
ثمّ حمد الله وأثنىٰ عليه ، وصلّىٰ علىٰ جدّه صلّىٰ الله عليه ، وقال : اللّهمّ أحْصِهم عدداً ، وٱقْتلهم بَدَداً ، ولا تذر منهم أحداً (١) .
ثمّ أقبل إليه شمر بن ذي الجوشن في نحو من عشرة رجّالة من أهل الكوفة ، وطلب منزل الحسين الذي فيه ثقله ، فمشي بينهم وحالوا بينه وبين رَحْله ؛ فقال الحسين : ويلكم ! إن لم يكن فيكم دينٌ فكونوا في دنياكم أحراراً (٢) ، امنعوا أهلي من طغامكم وجهّالكم .
فقال ابن ذي الجوشن : ذلك لك . وأقدم عليه بالرجّالة .
قال عبد الله بن عمّار (٣) : فلقد رأيته وهو يحمل علىٰ من في يمينه فيطردُهم ، وعلىٰ من في شماله فيطردُهم ، وعليه قميص خزّ وهو معتمٌّ ، فوالله ما رأيته مكثوراً [ قطّ قد ] (٤) قُتِل ولدُه وأهل بيتُه وأصحابُه أربط جأشاً
__________________
(١) راجع : تاريخ الطبري ٥ / ٤٤٩ .
(٢) في تاريخ الطبري ٥ / ٤٥٠ : إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً .
(٣) عبد الله بن عمّار بن عبد يغوث البارقي : كان في كربلاء في جيش ابن زياد ، روىٰ عنه أبي مخنف بعض الأخبار ، ومنها هذا الخبر : عن « الحجّاج [ بن علي ] ، عن عبد الله بن عمّار بن عبد يغوث البارقي ، وعُتِب عليه بعد ذلك مشهده قتل الحسين ، فقال : إنّ لي عند بني هاشم لَيَداً .
قلنا له : وما يدك عندهم ؟!
قال : حملتُ علىٰ حسين بالرُمح فانتهيْتُ إليه ، فوالله لو شئت طعنته ، ثمّ انصرفت عنه غير بعيد وقلت : ما أصنع بأن أتولّىٰ قتله ؟! يقتله غيري ! . . . » حتّىٰ يصل إلىٰ ما في المتن . تاريخ الطبري ٥ / ٤٥١ ـ ٤٥٢ .
وروى عنه أبو مخنف روايتين في قصّة صفّين . راجع : تاريخ الطبري ٤ / ٥٦٥ ـ ٥٦٦ .
(٤) ما بين المعقوفين من تاريخ الطبري .