وكذلك قوله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، من حديث جاء فيه : يا عليّ ! سألت الله فيك خمساً ، فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة ، إلىٰ أن قال : وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين من بعدي (١) .
ومثله ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزة ، قال ـ كما في ترجمة وهب من الإصابة ـ : سافرت مع عليّ فرأيت منه جفاء ، فقلت : لئن رجعت لأشكونّه . فرجعت فذكرت عليّاً لرسول الله فنلت منه ، فقال : لا تقولن هذا لعليّ ، فإنّه وليّكم بعدي . .
وأخرجه الطبراني في الكبير عن وهب ، غير أنّه قال : لا تقل هذا لعليّ فهو أوْلىٰ الناس بكم بعدي (٢) .
وأخرج ابن أبي عاصم عن عليّ مرفوعاً : ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟! قالوا : بلىٰ . قال : من كنت وليّه فهو وليّه (٣) .
وصحاحنا في ذلك متواترة عن أئمّة العترة الطاهرة . .
وهذا القدر كافٍ لِما أردناه . .
علىٰ أنّ آية الولاية في كتاب الله عزّ وجلّ تؤيّد ما قلناه .
والحمد لله ربّ العالمين » .
أقول :
هذا الحديث يسمّىٰ في الكتب بـ : « حديث الولاية » ، وكلّ حديثٍ يراد الاستدلال به من قبل الإمامية علىٰ أهل السُنّة لا بُدّ أنْ يكون صالحاً
__________________
(١) هذا الحديث هو الحديث ٦٠٤٨ من أحاديث الكنز ، في ص ٣٩٦ ج ٦ .
(٢) هذا الحديث هو الحديث ٢٥٧٩ من أحاديث الكنز في ص ١٥٥ ج ٦ .
(٣) نقله المتّقي الهندي عن ابن أبي عاصم في ص ٣٩٧ ج ٦ من الكنز .