قال : شهاب من نار يوضع علىٰ نياط قلب أحدهم فيهلك » (١) .
ويستفاد من هذه الروايات عدّة موارد أُخرىٰ كشواهد مقرّبة إلىٰ معرفة هذه المجموعة ـ مضافاً إلىٰ ما تقدّم ـ .
* السابعة :
قد عبّر الراوي الأخير لهذه الواقعة عن تلك المجموعة بأنّهم : « ناس من أصحابه صلىاللهعليهوآله » ، ولا يخفىٰ أنّ التعبير لدىٰ الرواة بوصف الصحبة يخصّ من يتّصل بصحبة وبعلاقة قريبة ، فلم يكن تعبيرهم بلفظ الصحبة عن كلّ من أدرك النبيّ صلىاللهعليهوآله ، بل هو وصف خاص لدىٰ الرواة لخصوص مَن هو ممّن حواليه صلىاللهعليهوآله ، بخلاف أصحاب التراجم والرجال ؛ إذ أنّهم اصطلحوا علىٰ تعاريف عدّة للصحابي ، شملت بعضها كلّ من رأىٰ النبيّ صلىاللهعليهوآله وإن لم يروِ عنه ، أو كلّ من أدركه وروىٰ عنه ولو بعض روايات قليلة ، أو حتّىٰ رواية واحدة أو اثنتين . .
فالاستعمال الجاري لدىٰ الرواة أنّهم لا يطلقون لفظ الصحبة إلّا علىٰ الخواصّ ، وممّن هم حواليه علىٰ علاقة متميزة به صلىاللهعليهوآله ، كما في الاستعمال العرفي الدارج حالياً ، فإنّه لا يقال أصحاب فلان إلّا علىٰ من لهم صلة خاصّة بذلك الشخص .
هذا مضافاً إلىٰ قرائن أُخرىٰ في هذه الروايات :
منها : إضافة اللفظ إلىٰ الضمير « من أصحابه » ؛ فإنّه يختلف في الظهور عن تعبير : « من الصحابة » ؛ إذ الأوّل أكثر تخصّصاً .
__________________
(١) الدرّ المنثور ٣ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ .