ومنها : قوله صلىاللهعليهوآله في الرواية الأُخرىٰ المتقدّمة : « إنّي أكره أن تحدّث العرب بينها أنّ محمّداً قاتل بقوم حتّىٰ إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم » ؛ فإنّه صلىاللهعليهوآله وصف هؤلاء الرهط بأنّهم : « قوم قاتل بهم » و : « أظهره الله بهم » ، ولو بنظر عامّة الناس وأذهان العرب ، فهل هذا الوصف ينطبق إلّا علىٰ الخواصّ ممّن هاجر من الأوائل معه صلىاللهعليهوآله . .
وهو صلىاللهعليهوآله قد بيّن أنّ عامّة أذهان الناس ، التي تنظر إلىٰ مجريات الأحداث بسطحية وتحكم عليها حسب ظواهرها لا حقيقتها ، تستنكر الاقتصاص من هؤلاء الرهط ومعاقبتهم وفضحهم علىٰ الملأ ؛ إذ كانوا قد أوجدوا ـ بحسب الظاهر ـ لأنفسهم مكانة وٱختصاص لدىٰ النبيّ صلىاللهعليهوآله في أعين الناس ، لدرجة كان يصعب معها كشف زيف هذه الصنيعة ، ولم يكن من الهيّن واليسير بيان الحقيقة لعقول الناس القاصرة ، التي لا تزن الأُمور حسب الواقع بل حسب الظواهر .
* الثامنة :
إنّ هؤلاء الرهط تميّزوا بأنّهم دعا صلىاللهعليهوآله عليهم بأن يبتليهم الله تعالىٰ بالدبيلة ، وسيأتي في روايات أُخرىٰ كالتي أوردها صحيح مسلم وغيره أنّها تشير إلىٰ تلك الجماعة .
* التاسعة :
إنّ اقتران حذيفة وعمّار في هذه الواقعة أمر تكرّر في الروايات والنقول التاريخية ، أي اقترنا في معرفة هؤلاء الرهط ، وهذه علامة سيتمّ الاستفادة منها في الموارد الروائية اللاحقة بشأن المنافقين .