والملفت للنظر أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا أخبره الوحي بنيّة تلك الجماعة الفتك به لم يستعن صلىاللهعليهوآله بأحد من خواصّ أصحابه سوىٰ حذيفة وعمّار وسلمان والمقداد ، فما شأن البقية من الخواصّ ؟!
لماذا لم يستأمنهم صلىاللهعليهوآله ويأمنهم في الدفاع عنه وحمايته ؟! أم أنّ الحال كان علىٰ عكس ذلك .
وأمّا أبا ذرّ فلم يكن عنده راحلة في غزوة تبوك ، فكان يتأخّر عن جيش الرسول صلىاللهعليهوآله في سيره ماشياً علىٰ قدميه ، كما ذكرت ذلك مصادر السِيَر والتواريخ .
* العاشرة :
إنّ هذه الواقعة الخطيرة في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ومسيرة الدين متّفق علىٰ وقوعها في كتب حديث الفريقين وكتب السير والتواريخ ، سواء كانت هي سبب نزول الآيات ، كما هو الأقوىٰ الظاهر ، أم كان السبب للنزول واقعة أُخرىٰ .
قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب في ترجمة أبي موسىٰ الأشعري ، عبد الله بن قيس بن سليم ، أنّه : « ولّاه عمر البصرة في حين عزل المغيرة عنها ، فلم يزل عليها إلىٰ صدر من خلافة عثمان ، فعزله عثمان عنها وولّاها عبد الله بن عامر بن كريز ، فنزل أبو موسىٰ حينئذ بالكوفة وسكنها .
فلمّا دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولّوا أبا موسىٰ وكتبوا إلىٰ عثمان يسألونه أن يولّيه ، فأقرّه عثمان علىٰ الكوفة إلىٰ أن مات .
وعزله عليّ رضياللهعنه عنها فلم يزل واجداً منها علىٰ عليّ حتّىٰ جاء منه ما قال حذيفة ؛ فقد روي فيه لحذيفة كلام كرهت ذكره والله يغفر له .