عمّار : كم كان أصحاب العقبة ؟
قال : الله أعلم .
قال : أخبرني عن علمكم بهم ؟!
فسكت الرجل ، فقال من حضر : بيّن لصاحبك ما سألك عنه .
وإنّما يريد عمّار شيئاً قد خفي عليهم ، فكره الرجل أن يحدّثه ، وأقبل القوم علىٰ الرجل فقال الرجل : كنّا نتحدّث أنّهم كانوا أربعة عشر رجلاً .
قال عمّار : فإنّك إن كنت منهم فهم خمسة عشر رجلاً .
فقال الرجل : مهلاً ، أذكرك الله أن تفضحني .
فقال عمّار : والله ما سمّيت أحداً ، ولكنّي أشهد أن الخمسة عشر رجلاً اثنا عشر منهم حرب لله ولرسوله ( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) » (١) .
ويستفاد من هذه الموارد أُموراً :
* الرابعة عشرة :
ما تقدّم من أنّ أهل العقبة والرهط هم ممّن يحيط بالنبيّ صلىاللهعليهوآله لدرجة عدّهم ـ عند الناس ـ من أصحابه في مقابل بقية الناس . .
وقد روىٰ الصدوق في الخصال ، بإسناده إلىٰ حذيفة بن اليمان أنّه قال : « الّذين نفروا برسول الله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور ، وأبو الدواهي ، وأبو المعازف ، وأبوه ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة ، وأبو الأعور ، والمغيرة ، وسالم مولىٰ أبي حذيفة ،
__________________
(١) المغازي ٢ / ١٠٤٢ ـ ١٠٤٥ .