وهو معروف في الصحابة بصاحب سرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله . . . وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفّين وكانا قد بايعا عليّاً بوصية أبيهما بذلك إيّاهما » (١) .
وروىٰ المزّي في تهذيب الكمال ، عن قتادة : « قال حذيفة : لو كنت علىٰ شاطئ نهر ، وقد مددت يدي لأغترف فحدّثتكم بكلّ ما أعلم ما وصلت يدي إلىٰ فمي حتّىٰ أُقتل ! ! » .
وقال عطاء بن السائب ، عن أبي البختري : « قال حذيفة : لو حدّثتكم بحديث لكذّبني ثلاثة أثلاثكم ـ أي كلّكم ـ .
قال : ففطن له شاب فقال : من يصدّقك إذا كذّبك ثلاثة أثلاثنا ؟!
فقال : إنّ أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله كانوا يسألون رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الخير وكنت أسأله عن الشر .
قال : فقيل له : ما حملك على ذلك ؟
فقال : إنّه من اعترف بالشر وقع في الخير » .
وروىٰ عن النزّال بن سبر : « كنّا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان : يا أبا عبد الله ! ما هذا الذي يبلغني عنك .
قال : ما قلته .
فقال عثمان : أنت أصدقهم وأبرّهم .
فلمّا خرج قلت : يا أبا عبد الله ! ألم تقل ما قلته ؟!
قال : بلىٰ ، ولكنّي أشتري ديني ببعضه مخافة أن يذهب كلّه »
وروىٰ عن بلال بن يحيىٰ : « بلغني أنّ حذيفة كان يقول : ما أدرك
__________________
(١) الاستيعاب ـ بذيل الإصابة ـ ١ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ .