قال لي الرضا : «أفلا أُلحق بيتين بقصيدتك»؟!
قلت : بلى يا بن رسول الله.
فقال :
وقَبْرٌ بِطـوُسٍ يا لَها مِنْ مُصِيبَةٍ |
|
ألَحَّـتْ بِهـا الأحْـشاءُ بالـزَفَـراتِ |
إلى الحَشْرِ حتّى يَبْعَـثُ اللهَ قائِماً |
|
يُفَرّجُ عنّـا الهَمَّ والكُرُبـاتِ |
قال دعبل : ثمّ قرأت باقي القصيدة ، فلمّا انتهيت إلى قولي :
خُـروُجُ إمامٍ لا مَحـالـةَ واقِعٌ |
|
يَقـومُ على اسْمِ اللهِ بالبَـرَكاتِ |
بكى الرضا بكاءً شديداً ، ثمّ قال : «يا دعبل! نطقَ روح القدس بلسانك ، أتعرف من هذا الإمام؟!».
قلت : لا ، إلاّ أنّي سمعتُ بخروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
فقال : «إنّ الإمام بعدي محمّـد ، وبعد محمّـد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم ، وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. أمّا متى يقوم فإخبارٌ عن الوقت ، لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلاّ بغتةً» (١).
والشاعر هو أبو علي ، وقيل : أبو جعفر ، دعبل بن علي بن رزين الخزاعي ، وقيل : إنّ دعبلاً لقبه واسمه الحسن ، وقيل : عبـد الرحمن ، وقيل : محمّـد.
وهو شاعر مطبوع مفلّق ، من أهل الكوفة ، ولد فيها سنة ١٤٨ هـ ،
____________
(١) عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ٢ / ٢٦٣ ، الغدير ٢ / ٣٥٥.