قال أبو عبيدة : كان دريد سـيدّ بني جُشم وفارسهم وقائدهم ، وكان مظفّـراً ميمـون النقيبة ، غزا نحـو مائة غزوة ما أخفق في واحدة منها ، وأدرك الإسلام ولم يُسلم ، وخرج مع قومه في يوم حنين مظاهراً للمشركين ولا فضل فيه للحرب ، وإنّما أخرجوه تيمّناً به وليقتبسوا من رأيه ، فقتل على شركه ، وابنه سلمة شاعر ، وبنته عمرة شاعرة أيضاً.
كان دريد معمّراً ، يقول السجستاني : عاش مائتي سنة حتّى سقط حاجباه على عينيه.
وذكر السهيلي في الروض الأُنف عن ابن إسحاق : أنّ دريداً كان يوم حنين يبلغ سـتّين ومائة ، ويروى من طريق آخر أنّه كان ابن عشرين ومائة سـنة (١).
(١١)
أنـا الـذي سَمَّتْنـي أُمّي حَيْـدَرَهْ |
|
كَلَيْـثِ غَاباتٍ شَدِيـدِ القَسْوَرَةْ |
أكِيـلُكُـمُ بالسَّـيف كيل السندرة
تقدّم الحديث عنه في شرح الشاهد رقم (٤).
(١٢)
شَتّـانَ ما يَوْمِـي عَلـى كُـورِها |
|
ويَوْمُ حَيّـانَ أخِي جابِـرِ |
ذكره في رسالته نفحات اللاهوت ، عند إيراده خطبة الإمام عليّ عليه السلام
____________
(١) الأغاني ١٠ / ٣ ، العقد الفريد ٦ / ٣٢ ، شرح شواهد المغني ٢ / ٩٣٨ ، الروض الأُنف ٢ / ٢٨٧. وانظر : مقدّمة ديوانه.