علماً بأنّ ابن عبـد ربّه الأندلسي قد جعل عجز هذا الشاهد هكذا :
ولـيس على غير السيـوف تسـيلُ (١)
والشاعر هو السموأل بن غريض بن عاديا اليهودي ، صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيماء ، وبه يضرب المثل في الوفاء ؛ لأنّه أسلم ابنه ولم يخن أمانته في دروع أودعها عنده امرؤ القيس لمّا صار إلى القسطنطينية يطلب معونة القيصر ، وقد توفّي نحو سنة ٥٦٠ م (٢).
وقال السـيوطي : السَمَوْأل ، بفتح المهملة والميم وسكون الواو وبعدها همزة مفتوحة ولام : اسم عبراني ، وقيل : عربي مرتجل ، وهو منقول من اسم طائر ، واسمه فعوعل بن عريض بن عاديا ـ بالمدّ والقصر ـ ابن قبا (٣).
(١٨)
فما في حَريمٍ بَعْدَها مِنْ تَحَـرِّجِ |
|
ولا هَتْكِ سِتْرٍ بَعْدَها بِمُحَرَّمِ |
ذكره في رسالته الخراجـية ، عند بحثه لهذا الموضوع ، وردّه على القائلين بحرمته ، واتّهامهم بالحقد والحسد له ..
قال : على أنّ الحاسد لا يرضى وإن قرعت سمعه الآيات ، والمُغمّض لا يبصر وإن أُتي بالحجج البيّنات ، ولو راجع عقله وتفكّر لم يجد فرقاً بين حـلّ الغنائم وحـلّ ما نحـن فيه ، بل هذا إنّما هو شعبة من ذلك ، فإنّه إذا كان المبيح له والإذن في تناوله واحداً ، فأي مجال للشكّ ، وأي موضع
____________
(١) العقد الفريد ١ / ٩٣.
(٢) الأغاني ٢٢ / ١٢٢ ، العقد الفريد ١ / ٩٣ ، الجامع في تاريخ الأدب العربي : ٢٨٢.
(٣) شرح شواهد المغني ٢ / ٥٣٥.