للطعن؟! لولا عين البغضاء وطوية الشحناء.
وجدير بمن علم كيف كان طعن الحاسدين ، وإنكار المغمضين عن سـيّد الكونين وإمام الثقلين ، ونسبتهم إليه الأباطيل ونداءهم عليه في الأندية بالأفاعيل ، ممّا يُذيب المرائر (١) ويفتّت قلوب ذوي البصائر ؛ أن يهون عليه مثل هذه الأقوال السخيفة والإنكارات الفاسدة. ثمّ ذكر البيت (٢).
(١٩)
فِيها اثْنَتانِ وأرْبَعـونَ حَلُوَبـةً |
|
...................... |
استشهد به في كتابه جامع المقاصد ، في بحث الإقرار ، بالاكتفاء بمفسّرٍ واحدٍ ـ وهو الأخير ـ واستهجان الإتيان بعدّة مفسّرات في كلامٍ واحدٍ فيه عدّة مبهمات ..
قال معلّقاً على كلام العلاّمة الحلّي : (ولو قال : ألف وثلاثة دراهم أو وخمسون درهماً ، أو ألف ومائة وخمسة وعشرون درهماً أو وخمسة عشر درهماً ، أو ألف ومائة درهم ، فالجميع دراهم على إشكال) : ينشأ من أنّ الاستعمال لغةً وعرفاً جارٍ على الاكتفاء بمفسّر الأخير في كونه تفسيراً لِما قبله ، قال الله تعالى : (إنَّ هذا أخي لَهُ تِسْعٌ وتِسْعونَ نَعْجَةً) (٣).
____________
(١) المرائر ، جمع المرارة : وهي كيس أصفر معلّق مع الكبد ، فيه ماء أخضر ، يكون لكلّ ذي روح ، إلاّ البعير فإنّه لا مرارة له. انظر ترتيب كتاب العين ٣ / ١٦٩٢ ، مجمع البحرين ٣ / ٤٨١ مادّة «مـرر».
(٢) الرسالة الخراجية ـ رسائل المحقّق الكركيّ ١ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠.
(٣) سورة ص ٣٨ : ٢٣.