لَعَمْرُكَ ما أدْري وإنْ كُنْتُ دارِياً |
|
بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الجَمْرَ أمْ بِثَمانِ |
أي أبسـبع؟ (١).
وذكره السيوطي مع البيتين اللّذين قبله والثلاثة التي بعده ، هكذا :
لَقَدْ عَرَضَتْ لِي بِالمُحَصَّبِ (٢) مِنْ مِنى |
|
مَعَ الحَجِّ شَمْـسٌ شُبِهَّـتْ بيـَمـانِ |
بـَدا ليَ مِنْها مِعْصَمٌ حينَ جَمَّرَتْ |
|
وكَفٌّ خَضِـيـبٌ زُيِّنَـتْ بِبـَنـانِ |
فواللهِ ما أدْري وإنْ كُنْتُ دارِياً |
|
بِسَبْعٍ رَمَيْـنَ الجَمْـرَ أمْ بـثـَمـانِ |
فـلَمّا الْتَقَـيْنا بالثَـنِيَّةِ سَلّمَتْ |
|
ونازَعَنـي البَغْلُ اللَّـعِـينُ عِـناني |
فقُـلْتُ لَها عُـوجِي فَقَدْ كانَ مَنْزِلي |
|
خَصِيبٌ لَكُمُ ناءٍ مِـن الحَدَثـانِ |
فعـُجْـنا فعاجَـتْ ساعَـةً فتَكَلَّمَـتْ |
|
فظَلَّتْ لَها العَيْـنـانِ تَبْـتَدِرانِ |
ثمّ قال : والبيت أنشده الزبير بن بكّار بلفظ :
فواللهِ ما أدْري وإنّي لَحـاسِـبٌ |
|
بسَبْعٍ رَمَيْتُ الجَمْرَ أمْ بثَمـانِ |
بتاء المتكلّم في (رميت) ، وهذا أوجه بلا شكّ ؛ فإنّ الإخبار بذهوله عن فعله بشغل قلبه بما رأى أبلغ من الإخبار بذهوله عن فعل الغير (٣).
علماً بأنّ الموجود في ديوانه المطبوع مطابق لرواية الزبير بن بكّار (٤).
وذكره البغدادي في الخزانة كما في شرح ابن عقيل ، إلاّ أنّه جعل مطلعه : لعمري (٥).
والشاعـر هو عمر بن عبـد الله بن أبي ربيعة ، أبو الخطّاب ، أحد فحـول شعراء الحجاز ، كان اسـم أبيه : بحيرا ، فسمّاه النبيّ صلى الله عليه وآله عبـد الله.
____________
(١) شرح ابن عقيل : ٤٩٦.
(٢) المُحَصَّب : موضع بين مكّة ومنى ، وهو إلى منى أقرب. معجم البلدان ٥ / ٦٢.
(٣) شرح شواهد المغني ١ / ٣١ ـ ٣٢.
(٤) ديوان عمر بن أبي ربيعة : ٢٠٩.
(٥) خزانة الأدب ٤ / ٤٤٧.