وفد على أُمراء بني مروان فوصلوه بمالٍ عظيمٍ لبلاغة نظمه.
حدّث عن سعيد بن المسيّب ، وروى عنه مصعب بن أبي شيبة ، وعطاف بن خالد (١).
ترجم له بطرس البستاني ترجمة مفصّلة ، فقال : وأُمّه يقال لها : مجد ، سُبيت من حضرموت أو من حِمْيَرَ ، فتزوّجها عبـد الله بن أبي ربيعة ـ وكان تاجراً موسراً وعاملاً للنبيّ صلى الله عليه وآله والخلفاء الثلاثة من بعده ـ فولدت شاعرنا يوم قتل عمر بن الخطّاب ، فنشأ في أُسرة عظيمة الجاه ضخمة الثروة ، توافرت فيها أسباب الترف والنعيم.
وقضت مصلحة بني أُميّة بإقصاء القرشيين عن الحياة السياسية ، فانصرف عمر إلى اللهو والعبث ، وكان له في شبابه وجماله وشاعريته ومحتده وثروته ما سهّل له سبل الملذّات ، فلها كثيراً وعبث كثيراً ، فلم تعرض له حسناء قرشية أو غير قرشية إلاّ شبّب بها وشهّرها.
وكان يقضي أيامه لاهياً مستمتعاً ، حتّى إذا آن موسم الحجّ اعتمر ولبس الحلل الفاخرة ، وركب النجائب المخضوبة بالحنّاء عليها القطوع والديباج ، وأسبل لمّته ، وخرج من مكّة يتلقّى الحواجّ المدنيّات والعراقيّات والشاميّات ، فيتعرّض لهنّ ، ولا يزال يترقّب خروجهن للطواف في الكعبة حتّى ينظر إليهنّ مُحرِمات ، فيرى منهنّ ما لا يراه في خارج الحرم ، فيصفهن ويشهّرهن بشعره.
ويقول الرواة : إنّه ما بلغ الأربعين حتّى نسك وتاب إلى ربّه وحلف إلاّ يقول بيت شعر إلاّ أعتق نسمة (٢).
____________
(١) شرح شواهد المغني ١ / ٣٣.
(٢) أُدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ١ / ٢٩٢.