النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم له عليه السلام يوم غدير خمّ ما ثبت له صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله تعالى : (النبيّ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ...) (١).
وعلى الجملة ، فلا وجـه للإشكال في دلالة الآية على «الأوْلوية» ولا في دلالتها على «عموم الولاية» ... كما لم يكن وجه لإنكار نزولها في تلك القضية ؛ لثبوته بالأخبار الصحيحة عند الفريقين ، حتّى أنّ بعض فقهاء السُـنّة كالجصّاص وغيره استنبط منها حكماً شرعيّاً (٢) ، وحتّى أنّ حسّان بن ثابت الأنصاري قال فيها شعراً (٣).
ويبقى الإشكال من بعض الجهات الأُخرى :
١ ـ لفظ : (الّذين آمنوا) للجمع ، فكيف أُطلق على المفرد؟
وهو إشكال ذكره القاضي عبـد الجبّار وتبعه الرازي وغيره.
والجواب : إنّه بعد ثبوت نزول الآية في أمير المؤمنين عليه السلام ، كما سبق ، فلا بُدّ وأنْ يكون لإطلاق لفظ الجمع فيها عليه بمفرده نكتة ..
فذكر السـيّد ـ رحمه الله ـ وجوهاً ، وكلّ واحدٍ منها محتمل ، ولا مانع من أنْ يكون كلّها مراداً ، وقد لا يكون شيء منها هو الوجه .. لكنّ المهمّ أنّ الآية نازلة في الإمام عليه السلام ولا يضـرّ بالاستدلال جهلنا بالنكتة الحقيقية لإطلاق لفظ الجمع عليه بوحده .. كما لا يخفى.
____________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٦.
(٢) أحكام القرآن ـ للجصّاص ـ ٢ / ٦٢٥ ، تفسير القرطبي ٦ / ٢٢١ ، تفسير أبي السعود ٣ / ٥٢ ، وغيرها.
(٣) شواهد التنزيل إلى قواعد التفضيل ١ / ٢١١.