فالآية التي ذكر السيّد أنّ المراد فيها هو : «نعيم بن مسعود الأشجعي» تجد القول بذلك في تفاسير : الزمخشري ، وابن الجوزي ، والرازي ، والقرطبي ، وابن كثير ، والخازن وغيرهم.
وكقوله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الّذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) (١) ..
فـقد رووا في كتب الحـديث والتفسـير أنّها : نزلت في أسماء بنت أبي بكر ؛ وذلك أنّ أُمّها قـدمت عليها بهدايا وكانت مشـركةً فأبت أسـماء أنْ تقبلها حتّى تستأذن النبيّ ، فسألته ، فأنزل الله الآية ، فأمرها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنْ تدخلها منزلها وأنْ تقبل هديّتها وتحسن إليها ..
والخـبر في الصـحيحين ، ومسـند أحمد ، وتفسـير الطبري ، وابن أبي حاتم ، وعنها في تفسير القرطبي ، وتفسير ابن كثير ، وتفسير الخازن ... وغيرها.
ولو أردنا التفصيل لطال بنا المقام ..
فهذه كتبهم .. وهذه رواياتهم .. وعلى ضوئها تكلّم السـيّد.
٢ ـ السياق دالّ على إرادة المحبّ أو نحوه.
فقد زعم القاضي المعتزلي ـ وتبعه الأشاعرة كالرازي وابن روزبهان وغيرهـما ـ : إنّ الآيـة واردة في سياق النهي عن اتّخاذ الكفّار أولياء ، ولاعلاقة لها بالموضـوع.
____________
(١) سورة الممتحنة ٦٠ : ٨.