فقيل :
«سبحان الله! وهل كان عليّ بن أبي طالب أعلى منزلة عند الله من رسوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حتّى يخاطبه بصيغة الجميع (الّذين آمنوا) ويخاطب نبيّه بصيغة الإفراد (ورسـوله)»؟! بل إنّ الله جلّ جلاله أفرد نفسه في هذه الآية ... ويلزم من هذا أنّ عليّاً رضي الله عنه أفضل عند الله من النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ولا يخفى فساد هذا القول ومجانبته للإيمان ، لكنّ مثل هذا القول غير بعيد عن معتقد الرافضة ، فإنّهم يعتقدون أنّ لأئمّتهم منزلة لا يبلغها نبيّ مرسل ولا ملك مقرَّب.
أمّا النكتة التي نقلها عن الزمخشري في كشّافه ، فهي مبنيّة على القول بصحّة الرواية القائلة بأنّ الآية نزلت في عليّ رضي الله عنه ، وقد أثبتنا من قبل كذب هذه الرواية عند أهل العلم بالحديث ، وبثبوت ذلك يثبت بطلان هذه النكتة لبطلان الأساس الذي قامت عليه.
وقد أبعد هذا الرافضي النجعة إذ قال : إنّما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقياً منه تعالى على كثير من الناس ... قلت : هل اطّلع هذا الرافضي الغـيب فعـرف أنّ هذا هـو مـراد الله ... أم جاء ذلك بآيةٍ من كتاب الله ، أو خبر صحيح على لسان رسول الله؟ وبدون ذلك يكون الكلام رجماً بالغيب وتقوّل على الله ورسوله بلا علم ، أعاذنا الله والمسلمين من ذلك.
أمّا استشهاده على مدّعاه بقوله تعالى في سورة آل عمران : (الّذين قال لهم الناس ...) وقوله : إنّما كان القائل نعيم بن مسعود ... هو استشهاد باطل وقول مردود ...».