وأُضيفت كلمة : «دعوتي» ـ هو «التكتّم» على واقع حال أنس بن مالك وأمثاله من الصحابة ، من الحسد والبغض لأمير المؤمنين عليه السلام ..
لكنّ الله سبحانه شاء أن يفتضح أنس ويكشف حاله في قضية الطائر المشوي ؛ إذ أنّه بعدما دعا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال أنس : «اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار» ، وحاول أن يكتم دعاء النبيّ ، وحال دون دخول الإمام عليه ، إلاّ أنّ الله استجاب دعاء رسوله في عليّ ، ودخل عليه الدار وأكل معه من الطير ، ولو اتّسع المجال لفصّلت الكلام ، وأشرت إلى صحّة الحديث وإن حاول القوم «التكّتم» عليه ، فراجع المجلّد المختصّ به من كتابنا الكبير (١).
وأيضاً : فقد فضح الله حال أنس لمّا «كتم» الشهادة بحديث الغدير ، ودعا عليه الإمام عليه السلام وابتلي بالبرص ، والقضية مشهورة.
وعـلى كـلٍّ ، فإنّ هذا الحـديث الذي أورده السـيّد ـ رحمه الله ـ يعـدّ من أسمى مناقب سيّدنا أمير المؤمنين وفضائله الدالّة على إمامته بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو من أثبت الأحاديث في الباب ، وقد رويت مقاطع منه أيضاً بأسانيد مستقلّة بعضها معتبر.
ومن هنا ، فقد بذل المتعصّبون جهودهم في الطعن في الحديث المذكور ، واضطربت كلماتهم في الردّ عليه ، وإليك بعض الكلام في ذلك :
لقد روى الحافظ أبو نعيم هذا الحديث بطريقين ، أحدهما : عن القاسم بن جندب ، عن أنس ، والآخر : عن جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس ..
____________
(١) انظر : نفحات الأزهار في إمامة الأئمّة الأطهار ج ١٣ ـ ١٤.