فقال ابن الجـوزي ـ بعد أن رواه بالطريـق الأوّل ـ : «هـذا حديث لايصـحّ. قال يحيى بن معين : علي بن عابس ليس بشيء. وقد روى هذا الحديث جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس. قال زائدة : كان جابر كذّاباً ، وقال أبو حنيفة : ما لقيت أكذب منه» (١).
فأمّا الطريق الأوّل ، فقد طعن فيه من أجل : «علي بن عابس» ، ولم يقل إلاّ : قال يحيى بن معين : «ليس بشيء» ؛ ممّا يدلّ على أنْ لا إشكال في هذا الطريق إلاّ من ناحية «علي بن عابس» ، وأمّا الطريق الثاني ، فالكلام في : «جابر الجعفي».
أمّا الذهبي ، فلم يذكر الحديث بترجمة «جابر» أصلاً .. وإنّما ذكره بالطريق الأوّل ، لكن لا بترجمة : «علي بن عابس» ، بل بترجمة : «إبراهيم» ، ثمّ اضطرب الأمر عليه ؛ فعنون تارة : «إبراهيم بن محمّـد بن ميمون» ، وأُخرى : «إبراهيم بن محمود بن ميمون» ، فقال في الأوّل : «إبراهيم بن محمّـد بن ميمون : من أجلاء الشيعة. روى عن علي بن عابس خبراً عجيباً. روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره» (٢) ..
ثـمّ قال فـي الصـفحة اللاحـقة : «إبراهيم بن محمود بن ميمون : لاأعرفـه. روى حـديثاً موضـوعاً فاسـمعه : فروى محمّـد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن علي بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لي : أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسـيّد المسلمين ، وقائد الغرّ
____________
(١) الموضوعات ١ / ٣٧٧.
(٢) ميزان الاعتدال ١ / ٦٣.