وروى الذهبي بسـنده ، وغـيره ، عن بلال بن يحـيى : «إنّ حـذيفة أُتي وهو ثقيل بالموت فقيل له : قتل عثمان فما تأمرنا؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أبو اليقظان على الفطرة ، ثلاث مرّات ، لن يدعها حتّى يموت أو يلبسه الهرم» (١). والذيل لم يسلم من تصرّف بعض الرواة.
وروي عن حذيفة بأسانيد مختلفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر» (٢).
هذا ، والمتصفّح لترجمة حذيفة بن اليمان في كتب السير والتراجم ، ولرواياته في كتب الحديث يستشرف أنّ ولاءه وهواه مع عليّ عليه السلام وأصحابه كعمّار بن ياسر ، وقد آخى النبيّ صلى الله عليه وآله بينه وبين عمّار ، وأنّه كان يتحفّظ في تعامله مع أصحاب السقيفة ، وقد مرّ لوم عثمان بن عفّان له على كلام تحدّث به فلمّا أحضره أنكر حذيفة ذلك ، كعادته في التحفّظ ، كما مرّ ذلك في كلامه المروي عنه.
وروى البخاري في التاريخ الكبير عن قيس بن رافع ، أنّه : «سمع حذيفة قال : كيف لا يضيع أمر أُمّة محمّـد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إذا ملك أمرهم من لا يزن عند الله جناح بعوضة» (٣).
وروى ابن عدي بسنده عن حذيفة ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله ، قال : «يكون لأصحابي بعدي زلّة فيغفر الله لهم بسابقتهم معي ، يعمل قوم بها بعدهم
____________
(١) سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٧. وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١ رقم ١٨٨ ، وذكره الهيثمي في المجمع ٩ / ٢٥٩ ؛ وقال : ورواه الطبراني والبزّار باختصار ، ورجالهما ثقات.
(٢) الكامل ـ لابن عدي ـ ٤ / ١٤٨ ، الضعفاء الكبير ـ للعقيلي ـ ٣ / ١١١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٧٢.
(٣) التاريخ الكبير ٧ / ١٤٩.