الثالثة :
إنّ معذورية أفراد المعذور ـ كما يأتي ـ لا يعني تنجّز نجاته بل هي مرهونة بالمشيئة الإلهية ، والتي فُسّرت في عدّة من الأخبار بالامتحان ، كما لا يعني أنّ مسار هؤلاء هو طريق هدى بل مفروض العذرية تخبّط المعذور في الضلال والغواية ، فلا تلازم بين العذرية والأمان ولا بينها وبين ضمان النجاة ، ولا بينها وبين اتّخاذ خطأ وضلال المعذور منهاجاً يتبجّح به. وسيأتي أنّ في الروايات ما يدلّ على أنّه يبيّن الحقّ لأفراد المعذور في امتحان يوم القيامة.
الرابعة :
إنّ هناك جملة من الآيات والأحاديث النبوية المستفيضة والمتواترة الأُخرى الدالّة على مفاد حديث الفرقة الناجية نفسه ، لكن بألفاظ مختلفة ودلالات متعدّدة التزامية ومطابقية ..
منها : «مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» (١) ؛ وفي بعض الطرق : «وليس في عنقه بيعه لإمام زمانه» (٢) ، ونحو ذلك.
ومنها : «مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، مَن ركبها نجا ومَن تركها هلك» (٣).
____________
(١) دعائم الإسلام ١ / ٢٧ ، قرب الإسناد : ٣٥١ ضمن ح ١٢٦٠ ، المحاسن ١ / ٢٥١ ـ ٢٥٢ ح ٤٧٤ وح ٤٧٦.
(٢) صحيح مسلم ٣ / ١٤٧٨ ح ١٨٥١ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٣٤ ح ٧٦٩ ، سُنن البيهقي ٨ / ١٥٦.
(٣) المناقب ـ للكوفي ـ ١ / ٢٩٦ ح ٢٢٠ و ٢ / ١٤٦ ح ٦٢٤ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام