وقد وردت روايات مستفيضة في ذيل الآية في بيان ذلك براهيناً ، فلاحظ تفسير البرهان (١) ونور الثقلين (٢) ؛ فمقتضى الآية كون الامتحان والتبيان لأهل الأعذار من الضلاّل مستعقب لهدايتهم بالطاعة.
ويدلّ عليه رواية الحسين بن خالد ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام ، قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مَن لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شـفاعتي» ، ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّما شـفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي ، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل» ..
قال الحسـين بن خالد : فقلت للرضا عليه السلام : يا بن رسول الله! فما معنى قول الله عزّ وجلّ : (ولا يشفعون إلاّ لمَن ارتضى) (٣)؟ قال : «لايشفعون إلاّ لمَن ارتضى الله دينه» (٤).
وعمدة الباب ما في صحيحة ابن أبي عمير ؛ قال : سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول : «لا يخلد الله في النار إلاّ أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال والشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر» ، ـ ثمّ ذكر عليه السلام أنّ الشفاعة لأهل الكبائر من المؤمنين ـ ..
قال ابن أبي عمير : فقلت له : يا بن رسول الله! فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول : (ولا يشفعون إلاّ لمَن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) ، ومَن يركب الكبائر لا يكون مرتضىً؟!
____________
(١) تفسير البرهان ٣ / ٢٨ ـ ٣٠ ح ٤٨٨٥ ـ ح ٤٨٩٤.
(٢) تفسير نور الثقلين ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٤ ح ٥٧ ـ ح ٦٣.
(٣) سورة الأنبياء ٢١ : ٢٨.
(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ / ١٣٦ ح ٣٥ ، الأمالي ـ للشيخ الصدوق ـ : ٥٦ ح ١١ ، بحار الأنوار ٨ / ١٩ ح ٥ و ٣٤ ح ٤.