عليهم واللهُ عليمٌ حكيمٌ) (١) ..
فالآية الأُولى من البراءة تحدّده بالاعتراف بالذنوب ، وهذا نوع ونمط من التوبة والإيمان بالحقّ والإعراض عن الضلال.
ووردت أيضاً روايات عديدة في تحديده :
في رواية ابن الطيّار عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سألته عن المستضعف ، فقال : «هو الذي لا يستطيع حيلة الكفر فيكفر ، ولا يهتدي سبيلاً إلى الإيمان فيؤمن ، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع أن يكفر ، فهم الصبيان ، ومَن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان ، ومن رُفع عنه القلم» (٢).
وروى أيضاً ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «المرجون لأمر الله قوم كانوا مشركين قتلوا حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ثمّ دخلوا بعده في الإسلام ، فوحّدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنّة ، ولم يكونوا على جحودهم فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحالة مرجون لأمر الله إمّا يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم» (٣) ..
وظاهر الرواية الثانية أنّ «المُرجأ» هو الذي أسلم ولم يؤمن ، نظير قوله تعالى : (قالت الأعرابُ آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمانُ في قلوبِكم) (٤).
____________
(١) سورة التوبة (براءة) ٩ : ١٠٦.
(٢) تفسير القمّي ١ / ١٤٩ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٧ ح ١.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٧.
(٤) سورة الحجرات ٤٩ : ١٤.