وروى الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : «الناس على ستّ فرق : مستضعف ، ومؤلّف ، ومرجى ، ومعترف بذنبه ، وناصب ، ومؤمن» (١).
وروى عبد الغفّار الجازي عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : «إنّ المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضاً ، ومَن لم يكن من أهل القبلة ناصباً فهو مستضعف» (٢) ..
وهذه الرواية تبيّن أنّ القصور على درجات عديدة ، شـدّة وضعفاً ، وهو هكذا عقلاً ، والضابطة فيه : أن لا يكون ناصباً ، وهي تشير إلى اشتراط انتفاء درجات نصب العداء التي قد فسّرت في روايات عديدة بأنّ منها : معاداة الشيعة لكونهم أتباع أهل البيت عليهم السلام ، ومنها : تولّي أصحاب السقيفة والائتمام بهم ، ومنها : بغض أهل البيت قلباً وإن لم يكن لساناً ، ومنها : إنكار وجحد فضائل أهل البيت عليهم السلام ، وستأتي الروايات في ذلك.
وفي رواية سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما تقول في المستضعفين؟ فقال لي شبهاً بالمفزّغ : «وتركتم أحداً يكون مستضعفاً؟! وأين المستضعفون؟! فو الله لقد مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهنّ ، وتحدّث به السقايات بطرق المدينة» (٣).
وروى عمرو بن إسحاق ، قال : سئل أبو عبدالله عليه السلام : ما حدّ المستضعف الذي ذكره الله عزّ وجلّ؟ قال : «مَن لا يحسن سورة من القرآن وقد خلقه الله عزّ وجلّ خلقة ما ينبغي له أن لا يحسن» (٤) ؛ والحدّ في هذه
____________
(١) الخصال : ٣٣٣ ح ٣٤ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٨ ح ٤.
(٢) معاني الأخبار : ٢٠٠ ح ١ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٩ ح ٨.
(٣) معاني الأخبار : ٢٠١ ح ٦ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٠ ح ١١.
(٤) معاني الأخبار : ٢٠٢ ح ٧ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٠ ح ١٢.