الرواية من هو متخلّف عقلياً.
وفي رواية حمران ، قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (إلاّ المستضعفين)؟ قال : «هم أهل الولاية» ، قلت : وأي ولاية؟! فقال : «أما إنّها ليست بولاية في الدين ولكنّها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة ، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفّار ، وهم المرجون لأمر الله عزّ وجلّ» (١) َـ.
وروى سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (إلاّ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان) .. الآية؟ قال : «يا سليمان! في هؤلاء المستضعفين مَن هو أثخن رقبة منك ، المستضعفون قوم يصومون ويصلّون ، تعفّ بطونهم وفروجهم ، لا يرون أنّ الحقّ في غيرنا [غيرها] آخذين بأغصان الشجرة ، (فأُولئك عسى الله أن يعفوَ عنهم) ؛ إذ كانوا آخذين بالأغصان وإن لم يعرفوا أُولئك ، فإن عفى عنهم فبرحمته ، وإن عذّبهم فبضلالتهم عمّا عرّفهم» (٢) ..
وعلى نسخة : «غيرها» ؛ يكون المعنى : لا يرون أنّ الحقّ في غير الأعمال الصالحة ، كالصوم والصلاة والعفّة ، ولا يعرفون حقائق الإيمان والولاية ، فعسى أن يعفو الله تعالى عنهم بأخذهم بتلك الأعمال وبعد امتحانهم ـ كما تقدّم في مستفيض الروايات ـ وإن لم يعرفوا أُولئك أصحاب السقيفة بالباطل ، فإن عفى عنهم بعد الامتحان فبرحمته ، وإن عذّبهم فبضلالتهم عن حقيقة الإيمان التي عرّفها لهم ، ومَن هو أثخن رقبة منك ،
____________
(١) مرّت تخريجات الحديث في ص ١٠٦.
(٢) تفسير العيّاشي ١ / ٢٧٠ ح ٢٥٠ ، معاني الأخبار : ٢٠٢ ح ٩ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦١ ح ١٤.