ويُخْدِمُهُ الأمْلاكَ جُنْـداً وإنّهُ |
|
يُشَّدُ لَهُ بالروحِ في مُلْكِهِ أزْرُ |
(وإنّ جَميعَ الأرْضِ تَرْجِـعُ مُلكَـهُ |
|
ويَملأُهـا قِسْطاً ويَرْتَفِعُ المَكْرُ) (١) |
فأيْقَنَ أنّ الوَعْـدَ حَـقُّ وأنّهُ |
|
إلـى وَقْتِ عيـسى يَسْتَطيلُ لَهُ العُمْرُ |
فَسلَّـمَ تَفْويضاً إلـى اللهِ صابِراً |
|
وعَـنْ أمـرِهِ مِنْهُ النُهوضُ أو الصَبْرُ |
[٥٥] ولَمْ يَكُ مِنْ خَـوفِ الأذاةِ اخْتِفـاؤهُ |
|
ولكنْ بأمْرِ اللهِ خِيرَ لَهُ السِتْرُ |
(وحاشاهُ مِنْ جُبْنٍ ولكْن هـو الّذي |
|
غَداً يَخْتَشيهِ مَنْ حَوى الـبَرُّ والبَحرُ) (٢) |
أكُلَّ اخْتِفـاءٍ خِلْـتَ مِـن خيفَةِ الأذى |
|
فَـرُبَّ اخْتِفاءٍ فيهِ يُسْتَنْزَلُ النَصْرُ |
وكُلَّ فِرارٍ خِلْتَ جُبْناً فَرُبّما |
|
يَفِرُّ أخُـو بَأْسٍ لِيُمْكِنَهُ الكَرُّ |
فَكَمْ قَدْ تَمادَتْ للنَبيّينَ غَيَبَةٌ |
|
على مَوْعِدٍ فيها إلى رَبِّهِمُ فَرّوا |
____________
(١) في شعراء الغري ورد بعده أحد أبيات القصيدة البغدادية ، وهو :
وأنْ لَيْسَ بَيْنَ الناسِ مَنْ هوَ قادِرٌ |
|
على قَتْلِهِ وهوَ المُؤَيّدُهُ النصرُ |
(٢) في شعراء الغري ورد بعده أحد أبيات القصيدة البغدادية ، وهو :
ويَرْهبُ مِنْهُ الباسِلونَ جَميعُهـُم |
|
وتَعْنوا لَـهُ حتّى المثقفة السّمرُ |