[٦٠] وإنّ بِيَوْمِ الغارِ (١) والشِعْبِ (٢) قَبْلَهُ |
|
غَناءً كما يُغْني عن الخَبـَرِ الخُبْرُ |
ولمْ أدرِ لِمَ أنكَرْتَ كَوْنَ اخْتفائِهِ |
|
بأمْرِ الّذي يعْيى بحكمتِهِ الفِكْرُ؟! |
أتَحصُرُ أمـرَ اللهِ في العَجْزِ أمْ لَدى |
|
إقامَـةِ ما لَفّقْتَ أقْعدَكَ الحَصْـرُ؟! |
(فذلكَ أدهى الداهِياتِ ولَمْ يَقُلْ |
|
بهِ أحَـدٌ إلاّ أخو السَفَهِ الغِمْـرُ) (٣) |
ودونَكَ أمرَ الأنْبياءِ وما لَقُـوا |
|
ففيهِ لذِي عَيْنَيْـنِ يتّضحُ الأمْرُ |
[٦٥] فَمِنْهُمْ فَرِيـقٌ قَـدْ سَقاهُـمْ حِمامَهُمْ |
|
بكَـأْسِ الهَوانِ القتلُ والذَبحُ والنَشْرُ |
(أيَعْجَزُ ربُّ الخَلْـقِ عَنْ نَصْرِ حِزْبِهِ |
|
على غَيْرِهِمْ كَلاّ فهذا هُوَ الكُفْرِ) |
وكَمْ مُخْتَفٍ بَيْنَ الشِعـابِ وهارِبٍ |
|
إلى اللهِ فـي الأجبالِ يَأْلَفُهُ النَسْرُ |
(فهَلاّ بَدا بَيْنَ الوَرى مُتَحمِّلاً |
|
مَشَقّةَ نُصْحِ الخَلْقِ مَنْ دَأْبُهُ الصَبْرُ)؟! |
____________
(١) هو غار ثَوْر ، اختفى فيه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر ثلاثة أيام ، عند هجرته من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة ؛ انظر : الكامل في التاريخ ٢ / ١٠٤.
(٢) هو شِعْب أبي طالب ، دخله النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون عند مقاطعة قريش لهم ، وقد مكثوا فيه ثلاث سنين ؛ انظر : الكامل في التاريخ ٢ / ٨٧.
(٣) الغِمْرُ : الحقدُ والحسد. الصحاح ٢ / ٧٧٣ مادّة «غمـر».