إذا حُدِّثْتُ عَنْهُ أصَخْتُ سَمْعاً |
|
ومَهْما مَثَّلوهُ مَدَدْتُ طَرْفا |
يُمَثِّلُهُ الحَيا لِلعَيْنِ عَيْناً |
|
ويُثْبِتُهُ الثَنا في القَلْبِ وَصْفا |
وَصولٌ لِلمُحِبِّ ولَيْسَ يَجفو |
|
على بُعْدِ الدِيـارِ فَكَيْفَ يُجْفَى؟! |
[١٠] فَلا الأشْواقُ بالسُلْوانِ تَخْبو |
|
ولا بالوَصْلِ نارُ البُعْدِ تُطْفى |
[من الوافر]
(٦)
وله رحمه الله أبيات غزليّة (١) قال فيها :
مَدَّتْ إلى رمـلِ الحِمى أعْناقَها |
|
طَلائِحُ قَدْ شاقَني مـا شاقَها |
تَزِفُّ زفّاتِ الظَليـمِ نافِراً |
|
حيثُ الغَرامٌ قادَها وساقَهـا |
تَلْوي إلى نَسيمِهِ خَياشِماً (٢) |
|
مُعَلِّلاتٍ بالمُنى أحْداقَها (٣) |
هَمّي اخْتِلاسُ نَظْرَةٍ وهَمُّهـا |
|
تَمْلأَُ مِـنْ حَوْذانِهِ أشْداقَهـا (٤) |
[٥] ويا بِنَفْسي مِنْ ظِباهُم طِفْلَةٌ |
|
ما أنْكَرَتْ ناشِئَـةً أطْواقَها |
مَنْ لِظِمايَ مِنْ بُـرُودِ ريقِها |
|
بِرَشْفَةٍ قَدْ حَرَّمَـتْ مَذاقهـا |
وما سِوى المَحْسودِ مِنْ مِسْواكِها |
|
حتّى الخَيالُ بالمُنى ما ذاقَها |
[من الرجز]
____________
(١) ذكرها كاملةً السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٤ / ٢٥٧ ، والأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري ٢ / ٤٥٤ ، وذكر البيتين الأوليّين فقط الأُستاذ الفكيكي في مقدّمة كتاب الهدى إلى دين المصطفى ١ / ١٨.
(٢) الخَيْشـوم : أقصى الأنف. الصحاح ٥ / ١٩١٢ مادّة «خشـم».
(٣) حَدَقَةُ العين : سوادها الأعظم. الصحاح ٤ / ١٤٥٦ مادّة «حـدق».
(٤) الأشْداق ، جمع الشدْق ، وهو : جانب الفم. الصحاح ٤ / ١٥٠٠ مادّة «شـدق».