(٧)
وقال في رثاء العالم الكبير المجاهد السيّد محمّد سعيد الحبّوبي (١) (ت ١٣٣٣ هـ) :
شاقَكَ الرَكْبُ فَأسْرَعْتَ سِباقا |
|
وتَرَكْتَ الصَبَّ يَلْتـاعُ اشْتِياقا |
وأرَحْتَ العيسَ في رَبْعِ الهَـوى (٢) |
|
فَارْثِ للفانينَ إذْ أعْيَـوْا لِحاقا |
ووَصَلْتَ الحَبْلَ في جيـرانِهِ |
|
فَصِلْ المُدْنَفَ (٣) مَنْ أوْدى (٤) فِراقا |
ووَرَدْتَ المَنْهَلَ العَـذْبِ الرِوَى |
|
فاتَكَ مَنْ يَرِدُ الماءَ زُعاقا (٥) |
[٥] واغْتَنَمْتَ الوَصْلَ في دارِ اللِقـا |
|
يا حَنانَيْكَ فَقُلْ هَل نَتَلاقى؟! |
حَبَـذا المَسْرى إلى رَبْعِ الهَوى |
|
لَوْ لَمَحْنا مِنْ مَغانيهِ ائْتلاقا |
أوْ لَهُ أحْرَمَتْ النَفْسُ هَوىً |
|
فاسْتَطَعْنا نَحْوَ مَغْناهُ انْطلاقا |
أوْ لَهُ سُقْنا الحَشا مُشْعَرَةً (٦) |
|
نُسُكاً تَهْفو لِواديهِ اشْتِياقا |
يا رَعاكَ اللهُ بِشْراً هَلْ تَرى |
|
يَسْتَطيعُ المُثْقَلُ العاني الْتِحاقا |
[١٠] واهْدِنا رِفْقاً إلى نَهْـجِ الحِمى |
|
أوْ أفِدْنا مِنْ سَجاياكَ رفِاقا |
____________
(١) أوردها كاملةً الأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري ٢ / ٤٥٢ ـ ٤٥٤ ، وذكر الشيخ جعفر محبوبة البيتين الأوليّين في ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٦٥ ، وذكر مطلعها فقط الأُستاذ الفكيكي في مقدّمته لكتاب الهدى إلى دين المصطفى ١ / ١٩.
(٢) رَبْعُ الهوى : دار ومحلّة الأحباب. ويريد بها هنا الجنّة. الصحاح ٣ / ١٢١١ مادّة «ربع».
(٣) المُدْنَف : المريض. الصحاح ٤ / ١٣٦١ مادّة «دنـف».
(٤) أودى : هلكَ. الصحاح ٦ / ٢٥٢١ مادّة «ودى».
(٥) الزُعاق : المُرّ. لسان العرب ١٠ / ١٤١ مادّة «زعـق».
(٦) أشْعَرَ الهَدْيَ : إذا طعنه في سَنامه الأيمن حتّى يسيل الدم منه ، ليُعلم أنّه هَدْيٌ. والمراد هنا : سُقنا الحَشا مُعَلَّمة. الصحاح ٢ / ٦٩٩ مادّة «شـعر».