امرئ مسلم سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لما قام. فقام ثلاثون من الناس ..
(قال :) وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير ، فشهدوا حين أخذه بيده ، فقال للناس : أتعلمون أنّي أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟!
قالوا : نعم يا رسول الله.
قال : مَن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللّهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه.
قال أبو الطفيل : فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً ـ أي من عدم عمل جمهور الأُمّة بهذا الحديث ـ فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إنّي سمعت عليّاً يقول : كذا وكذا.
قال زيد : فما تنكر؟! قد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول ذلك له. انتهى.
قلت : فإذا ضممت شهادة زيد هذه ، وكلام عليّ يومئذ في هذا الموضوع ، إلى شهادة الثلاثين ، كان مجموع الناقلين للحديث يومئذ اثنين وثلاثين صحابياً.
وأخرج الإمام أحمد من حديث عليّ ص ١١٩ من الجزء الأوّل من مسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : شهدت عليّاً في الرحبة ينشد الناس ، فيقول : أُنشد الله مَن سمع رسول الله يقول يوم غدير خم : مَن كنت مولاه فعليّ مولاه لما قام فشهد ، ولا يقم إلاّ مَن قد رآه.
قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدرياً كأنّي أنظر إلى أحدهم ، فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خمّ : ألست أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجي أُمّهاتهم؟!
فقلنا : بلى يا رسول الله.