قال : فمَن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه. انتهى.
ومن طريق آخر ، أخرجه الإمام أحمد في آخر الصفحة المذكورة ، قال : اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله ، قال : فقاموا إلاّ ثلاثة لم يقوموا ، فدعا عليهم عليّ فأصابتهم دعوته. انتهى.
وأنت إذا ضممت عليّاً وزيد بن أرقم إلى الاثني عشر المذكورين في الحديث ، كان البدريون يومئذ ١٤ رجلاً ، كما لا يخفى.
ومن تتبّع السُـنن الواردة في مناشدة الرحبة ، عرف حكمة أمير المؤمنين في نشر حديث الغدير وإذاعته.
٥ ـ ولسيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام موقف ـ على عهد معاوية ـ حصحص فيه الحقّ ، كموقف أمير المؤمنين في الرحبة ؛ إذ جمع الناس ـ أيام الموسم بعرفات ـ فأشاد بذكر جدّه وأبيه وأُمّه وأخيه ، فلم يسمع سامع بمثله بليغاً حكيماً يستعبد الأسماع ويملك الأبصار والأفئدة ، جمع في خطابه فأوْعى ، وتتبّع فاستقصى ، وأدّى يوم الغدير حقّه ، ووفّاه حسابه ، فكان لهذا الموقف العظيم أثره في اشتهار حديث الغدير وانتشاره.
٦ ـ وإنّ للأئمّة التسعة من أبنائه الميامين طرقاً ـ في نشر هذا الحديث وإذاعته ـ تريك الحكمة محسوسة بجميع الحواس ..
كانوا يتّخذون اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة عيداً في كلّ عام ، يجلسون فيه للتهنئة والسرور ، بكلّ بهجة وحبور ، ويتقرّبون فيه إلى الله عزّ وجلّ بالصوم والصلاة ، والابتهال ـ بالأدعية ـ إلى الله ، ويبالغون فيه