فصلها وموسمها ؛ فربيعية لا تدرك في الخريف ، وخريفية لا تنضج في الصيف ، وصيفية لا توجد في الشتاء.
وأعظم من هذا أثراً وعبراً ما تخرجه الأرض من المعادن ؛ انظر إلى هذه المعادن الثمينة ، والأحجار الكريمة من الذهب والفضة والياقوت والفيروزج ، ونظائرها ، هل هي إلاّ من التراب ، ومن ثمرات الأرض؟!
بل ذكر لي بعض المولعين بالصنعة القديمة (علم الكيمياء) أنّ الإكسير الأعظم الذي يتطلّبه أهل هذا الفن ، وبه يحوّلون الفلزّات من واحد لآخر حتّى ينتهي إلى الذهب هو أيضاً من التراب.
ولقد أبدع العارف الرباني محمود الشبستري (١) في رسالته المنظومة گلشن راز ، حيث يقول فيها :
شعاع افتاب از جرم أفلاك |
|
نگـردد منعكس جز بر سر خاك |
تو بودى عكس معـبود ملائك |
|
از آن گشتـه تو مسجـود ملائك |
وملخّص ترجمته : «إنّ الشمس وهي في الفلك الرابع (على الهيئة القديمة) لا ينعكس شعاعها إلاّ على التراب ، ولولا التراب لما كان لأشعة الشمس فائدة وأثر.
____________
(١) هو : نجم الدين (سعد الدين) محمود التبريزي (الشبستري) الچبستري المولد والمدفن ، وچبستر : موضع على ثمانية فراسخ من تبريز : صوفي ، من آثاره : منظوم فارسي اسمه : گلشن راز ، فيه أسئلة وأجوبة على اصطلاح التصوّف ، له عدّة شروح ، وله من المؤلّفات : حقّ اليقين في معرفة ربّ العالمين ، في التصوّف ، وسعادة نامه ، ومرآة المحققين ، وغيرها ، توفّي في عام ٧٢٠ هـ.
انظر : كشف الظنون ٢ / ٩٩٠ و ١٥٠٥ ، الذريعة ١٢ / ١٨٢ رقم ١٢٠٦ وج ١٨ / ٢٢٦ رقم ١٣٠ ، أعيان الشيعة ١٠ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٨١٠ رقم ١٦٦٠١.