ثمّ يقول : انعكست فيك صفات معبود الملائك أيُّها الإنسان لهذا صرت محل سجود الملائكة».
نعم ، نعود إلى الأرض فنقول : والأرض هي أُمّ المواليد الثلاثة : الجماد ، والنبات ، والحيوان.
وتحوطها العناية بالروافد الثلاثة : الماء ، والهواء ، والشمس ؛ فهي الحياة وهي الممات ، وفيها الداء ومنها الدواء.
وقد تُحصى نجوم السماء ، أمّا نجوم الأرض فلا تُحصى.
نعم ، لا تُحصى نجوم الأرض ، ولا معادن الأرض ، ولا عناصر الأرض.
ولا تزال الشريعة الإسلامية قرآنها وحديثها يعظّم شأن الأرض ، وينوّه عنها صراحةً وتلميحاً ؛ فيقول :
(ألم نجعل الأرضَ كِفاتاً * أحياءً وأمواتاً) (١).
(والأرضَ بعد ذلك دَحاها * أخرج منها مَاءها ومرعاها) (٢).
(فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنّا صَبَبنا الماء صبّاً * ثمّ شققنا الأرض شقّاً * فأنبتنا فيها حبّاً * وعنباً وقضباً * وزيتوناً ونخلاً * وحدائق غُلباً * وفاكهة وأبّاً) (٣).
دع عنك ما تخرجه الأرض من نبات وأشجار ، وحبوب وثمار ، ومعادن وأحجار ، ولكن هلمَّ إلى هذا الإنسان ذي العقل الجبّار ، الذي سخّر الأثير والبخار ، والكهرباء والذرّة ؛ فهل يكون إلاّ من التراب؟!
____________
(١) سورة المرسلات ٧٧ : ٢٥ و ٢٦.
(٢) سورة النازعات ٧٩ : ٣٠ و ٣١.
(٣) سورة عبس ٨٠ : ٢٤ ـ ٣١.