قال :
خلق الله آدماً من تراب |
|
فهو ابن له وأنت أبوه (١) |
ولعلّ من هنا أيضاً ينكشف سرّ تقبيل الأرض بين يدي الملوك تعظيماً لهم ؛ يعني قُدِّست الأرض التي أنشأتْك ، ومنها تكوّنْت.
وقال الحكيم العارف الخيّام (٢) في بعض رباعيّاته :
أى خاك أگر سينة تو بشكافند |
|
بس گوهر قيمتى است در سينة تو |
وترجمته : «أيُّها التراب لو يشقّون عن قلبك وينظرون إلى باطنك ، لوجدوا فيه الكثير من الجواهر الكريمة ذوات القيمة العظيمة».
وأبدع من هذا قول بعض أكابر العرفاء الشامخين في (ترجيع بند) له ، فيه بدائع الأسرار والحكم ، يقول فيه :
دل هر ذرة كه بشكافى |
|
آفتابيش در ميان بينى |
____________
الترياق الفاروقي ، وهو ديوان شعره ، ونزهة الدهر في تراجم فضلاء الدهر ، ونزهة الدنيا ، والباقيات الصالحات قصائد في مدح أهل البيت ، توفّي ببغداد عام ١٢٧٩ هـ ؛ انظر : الأعلام ـ للزرگلي ـ ٣ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.
(١) الباقيات الصالحات : ٤٧ ، الكنى والألقاب ٢ / ٩٨.
(٢) هو : عمر بن إبراهيم الخيّام النيسابوري ، أبو الفتح : عالم ، حكيم ، شاعر ، ولد بنيسابور في أواخر النصف الأوّل من القرن الحادي عشر للميلاد ، كان عالماً ، ولقد استطاع ذلك العقل أن يجمع بين خليط متناقض من العلوم والفنون التي تتطلّب كلّ طائفة منها مواهب خاصّة ؛ فلقد تعمّق في علوم الدين واللغة من : فقه ، حديث ، كلام ، منطق ، قراءات ، سِيَر ، نحو ، وصرف ..
وقد بلغت شهرة الخيّام ذروتها بمقطوعاته الشعرية : الرباعيّات ، وله من التصانيف : شرح ما يشكل من مصادرات ، ميزان الحكمة ، رسالة في الموسيقى ، ورسالة في ضرورات التضادّ ، وغيرها ، توفّي في عام ٥١٥ هـ ، وقيل : ٥١٧.
انظر : معجم المؤلّفين ٢ / ٥٤٩ ، الأعلام ـ للزرگلي ـ ٥ / ٣٨.