الأرض مظلمةٌ والنارُ مشرقةٌ |
|
والنارُ معبودةٌ مذ كانت النارُ (١) |
____________
المنصور العبّاسي.
قال الجاحظ : كان بشّاراً شاعراً خطيباً ، صاحب منثور ومزدوج ، وسجع ورسائل ، وهو من المطبوعين أصحاب الابداع والاختراع ، المتفننين في الشعر ، القائلين في أكثر أجناسه وضروبه ، قال الشعر في حياة جرير وتعرّض له ، وكان يتعصّب للعجم على العرب.
وكان بشّار يكفّر جميع الاُمّة ويصوّب رأي إبليس في تقديم النار على الطين وذكر ذلك في شعره.
بلغ الخليفة المهدي أنّه يتزندق ، فأمر بتأديبه فضرب نحو سبعين سوطاً فمات ، وذلك سنة ١٦٧ ، وقيل : ١٦٨ ، وقد نيف على السبعين ، ومن شعره :
يا قومُ أُذني لبعض الحيِّ عاشقةٌ |
|
والأُذن تعشق قبل العين أحيانا |
ومن هجائه للمهدي قوله :
خليفةٌ يزني بعمّاته |
|
يَلعبُ بالدبُّوقِ والصولجان |
أبدلنا الله به غيرهُ |
|
ودسَّ مُوسى في جر الخيزُرانْ |
للمزيد راجع : البيان والتبيين ٢٤ / ١ و ٤٩ ـ ٥١ ، الأغاني ١٢٧ / ٣ ـ ٢٤٧ ، لسان الميزان ١٥ / ٢ ـ ١٦ رقم ٥٥ ، خزانة الأدب ٢١٨ / ٣ ـ ٢١٩.
(١) البيان والتبيين ١ / ١٦ ، الأغاني ٣ / ١٣٧ ، خزانة الأدب ٣ / ٢١٩.
ولمّا قام بشّار بُعذر إبليس في أنّ النار خيرٌ من الأرض ، قال صفوان :
زَعمتَ بأنّ النارَ أكرمُ عنصراً |
|
وفي الأرض تحيا بالحجارة والزّندِ |
وتُخلق في أرحامها وأَرومها |
|
أعاجيـبُ لا تُحصى بخطٍّ ولا عقدِ |
وقال صفوان أيضاً في شأن واصل وبشّار ، وفي شأن النار والطين :
وفي جوفها للعبد أسترُ منزلٍ |
|
وفي ظهرها يقضي فرائضه العبدُ |
تمجُّ لُفاظَ الملح مَجّاً وتصطفي |
|
سبائكَ لا تصدأ وإن قدم العهدُ |
وقال سليمان الأعمى في اعتذار بشّار لإبليس ، وهو يخبر عن كرم خصال الأرض :
لا بُدّ للأرض إنْ طابت وإنْ خَبُثـت |
|
من أن تُحيل إليها كلّ مغروسِ |
وتربةُ الأرضِ إن جيدت وإن قحطتْ |
|
فحملُها أبداً في أثر منفوسِ |
وبطنها بفلزّ الأرض ذو خبرٍ |
|
بكلّ ذي جوهر في الأرضِ مرموسِ |
راجع : البيان والتبيين ١ / ٢٧ و ٣١ و ٣٢.