تلد لهم الأنداد أبد الآباد.
وإذا كان من حقّ الأرض السجود عليها ، وعدم السجود على غيرها ؛ أفليس من الأفضل والأحرى أن يكون السجود على أفضل وأطهر تربة من الأرض ، وهي التربة الحسينية ؛ وما ذلك إلاّ لأنّها أكرم مادّة ، وأطهر عنصراً ، وأصفى جوهراً عن سائر البقاع؟!
فكيف وقد انضمّ شرفها الجوهري إلى طيبها العنصري؟!
ولمّا تسامت الروح والمادّة ، وتساوت الحقيقة والصورة ؛ صارت هي أشرف بقاع الأرض بالضرورة ، كما صرّح بذلك بعض الأفاضل من كتّاب هذا العصر (١)» ..
وشهد به الكثير من الأخبار والآثار ، وإليه أشار السيّد قدس سره (٢) في منظومة الفقه الشهيرة بالبيت المشهور :
ومن حديث كربلا والكعبة |
|
لكربلا بان علوّ الرتبة (٣) |
وقد تلاقفت ذلك الشعراء من زمن الشهادة إلى اليوم ، تفنّنوا في بيان
____________
وص ٣٣ ح ٢٥٨٩ وج ٢٢ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ح ٧٠١ و ٧٠٢ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٤٩ وص ١٥٠ ، جامع الأحاديث الكبير ـ للسيوطي ـ ٤ / ٢٢٨ ح ١١٢٦٧.
(١) هو العلايلي في كتابه ، والعقّاد في : أبو الشهداء في ص ١٤٥ ؛ فقد جاء فيه مانصّه : فهي ـ أي كربلاء ـ اليوم حرم يزوره المسلمون للعِبرة والذكرى ، ويزوره غير المسلمين للنظر والمشاهدة ، ولكنّها لو أُعطيت حقّها من التنويه والتخليد ، لحُقّ لها أن تصبح مزاراً لكلّ آدمي يعرف لبني نوعه نصيباً من القداسة ، وحظّاً من الفضيلة ؛ لأنّنا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت باسم كربلاء بعد مصرع الحسين فيها. (منه قدس سره).
(٢) هو السيّد بحر العلوم رحمه الله تعالى.
(٣) مستدرك سفينة البحار : ٧٨.