فضل هذه التربة ، وقداستها وشرفها ، واستطالتها على جميع بقاع الأرض بالفضل والشرف ، ولو جُمع كلّ ما قيل فيها لجاء مجلّداً ضخماً.
وفي زيارة الشهداء مع الحسين سلام الله عليه وعليهم : «أشهد لقد طبتم ، وطابت الأرض التي فيها دُفنتم» (١).
وقد اتّفقت كلمات فقهائنا في مؤلّفاتهم ـ مختصرة ومطوّلة ـ إلى أنّ : السجود لا يجوز إلاّ على الأرض ، وما ينبت منها غير المأكول والملبوس ، وأفضله السجود على التربة الحسينية (٢).
ومن تلك المؤلّفات الجليلة سفينة النجاة ، لأخينا المرجع الأعظم في عصره ، الشيخ أحمد كاشف الغطاء قدس سره ، وقد طبعنا في العام الماضي جزءه الأوّل مع تعليقاته عليه ، وأكملنا بتوفيقه تعالى تعاليق الجزء الثاني وهو جاهز للطبع ، وقد علّقنا على تلك الفقرة من الكتاب ، قبل أن يردنا هذا السؤال ونتصدّى لتحرير هذا الجواب ، ما نصّه بحرفه :
«ولعلّ السرّ في التزام الشيعة الإمامية السجود على التربة الحسينية ، مضافاً إلى ما ورد في فضلها من الأخبار ، ومفادها إلى أنّها أسلم من حيث النظافة والنزاهة من السجود على سائر الأراضي ، وما يطرح عليها من الفرش والبواري ، والحصر الملوّثة والمملوءة غالباً من الغبار والميكروبات الكامنة فيها.
مضافاً إلى كلّ ذلك لعلّ من جملة الأغراض العالية ، والمقاصد السامية أن يتذكّر المصلّي حين يضع جبهته على تلك التربة تضحية ذلك
____________
(١) مصباح المتهجّد ـ للطوسي ـ : ٧٢٣.
(٢) شرائع الإسلام ١ / ٧٢ ـ ٧٣ ، اللمعة الدمشقية ١ / ٢٢٦ ـ ٢٣٠ ، الحدائق الناضـرة ٧ / ٢٤٨.