الإمام نفسه وآل بيته والصفوة من أصحابه في سبيل العقيدة والمبدأ ، وتحطيم هياكل الجور والفساد والظلم والاستبداد.
ولمّا كان السجود أعظم أركان الصلاة ، وفي الحديث : «أقرب ما يكون العبد إلى ربّه حال سجوده» (١) ، فناسب أن يتذكّر بوضع جبهته على تلك التربة الزاكية ، أُولئك الّذين وضعوا أجسامهم عليها ضحايا للحقّ ، وارتفعت أرواحهم إلى الملأ الأعلى ؛ ليخشع ويخضع ، ويتلازم الوضع والرفع ، ويحتقر الدنيا الزائفة ، وزخارفها الزائلة.
ولعلّ هذا هو المقصود من أنّ السجود عليها يخرق الحجب السبع ، كما في الخبر الآتي ذكره ، فيكون حينئذٍ في السجود سرّ الصعود والعروج من التراب إلى ربّ الأرباب ، إلى غير ذلك من لطائف الحكم ودقائق الأسرار». انتهى.
فإذا وقفت على بعض ما للأرض والتربة الحسينية من المزايا والخواصّ ، لم يبقَ لك عجب واستغراب إذا قيل : إنّ الشفاء قد يحصل من التراب ، وإنّ تربة الحسين عليه السلام هي تربة الشفاء ؛ كما ورد في كثير من الأخبار والآثار ، التي تكاد تكون متواترة كتواتر الحوادث والوقائع التي حصل الشفاء فيها لمن استشفى بها من الأمراض التي عجز الأطبّاء عن شفائها (٢).
____________
(١) انظر : سُـنن أبي داود ١ / ٢٠١ ح ٥ ، سُـنن النسائي ٢ / ٢٢٦ ، مسند أحمد ٢ / ٤٢١ ، مسند أبي يعلى ١٢ / ١٢ ح ٦٦٥٨ ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة ـ ٨ / ٢١١ ح ٨ ، كتاب الأُمّ ١ / ١٣٨ ، مجمع الزوائد ٢ / ١٢٧ ، المجموع ٣ / ٢٦٨ و ٢٦٩ ، تهذيب الأحكام ٢ / ٧٧ ، الكافي ٢ / ٢٦٥ ح ٣.
(٢) أمالي الطوسي ١ / ٣٢٦ ، كامل الزيارات : ٢٧٥ و ٢٧٧ ، الوسائل ١٤ / ٥٢١ ـ ٥٢٦ ح ١ ـ ١٤ باب رقم ٧٠ وج ١٤ / ٥٣٧ ح ١ باب رقم ٧٦.