ولا يزال العلم في تجدّد ، فلا تبادر إلى الإنكار إذا بلغك أنّ بعض المرضى عجز الأطبّاء عن علاجهم ، وحصل لهم الشفاء بقوّة روحية ، وأصابع خفيّة ، من استعمال التربة الحسينية ، أو من الدعاء والالتجاء إلى القدرة الأزلية ، أو ببركة دعاء بعض الصالحين.
نعم ، ليس من الحزم البدار إلى الإنكار فضلاً عن السخرية ، بل اللازم الرجوع في أمثال هذه القضايا والحوادث الغريبة إلى قاعدة الشيخ الرئيس المشهورة : «كلّ ما قرع سمعك من غرائب الأكوان ، تذره في بقعة الإمكان ، حتّى يذودك عنه قائم البرهان» (١).
هذا بعض ما تيسّر للقلم أن ينفث به مترسّلاً بذكر شيء من مزايا الأرض ، وفلسفة السجود عليها ، وعلى التربة الحسينية بعد أن اتّضح أنّ الشيعة لا يقولون : بوجوب السجود عليها ، وعدم جواز السجود على غيرها من الأرض الطاهرة النقية ، وإنّما يقولون : إنّ السجود على الأرض فريضة ، وعلى التربة الحسينية سنّّة وفضيلة (٢).
ومن السخافة أو العصبية الحمقاء قول بعض من يحمل أسوأ البغض للشيعة : إنّ هذه التربة التي يسجدون عليها صنم يسجدون له.
هذا مع أنّ الشيعة لا يزالون يهتفون ويعلنون في ألسنتهم ومؤلّفاتهم : إنّ السجود لا يجوز إلاّ لله تعالى ، وإنّ السجود على التربة سجود له عليها ، لا سجود لها.
ولكن أُولئك الضعفاء من المسلمين لا يحسنون الفرق بين السجود للشيء ، والسجود على الشيء ..
____________
(١) انظر : الإشارات والتنبيهات ٤ / ١٦٠ النمط العاشر : في أسرار الآيات.
(٢) انظر : الوسائل ٥ / ٣٤٣ وص ٣٦٥.