من البلدان على فلس من فلوسه ، فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل أرضاً أمر الحوت أن يحرّك ذلك الفلس فيحرّكه ، ولو رفع الفلس لانقلبت» (١).
إلى كثير من أمثالها التي لا نريد في هذا المجال جمعها واستقصائها ، وإنّما الغرض الإشارة والإيماء إليها ، والتنبيه على ما هو المخرج الصحيح منها ، ومن أمثالها بصورة عامّة ..
فنقول :
إنّ أساطين علمائنا ، كالشيخ المفيد ، والسيّد المرتضى ، ومن عاصرهم أو تأخّر عنهم ، كانوا إذا مرّوا بهذه الأخبار وأمثالها ممّا تخالف الوجدان ، وتصادم بديهة العقول ، ولا يدعمها حجّة ولا برهان ، بل هي فوق ذلك أقرب إلى الخرافة منها إلى الحقيقة والواقع.
نعم ، إذا مرّ على أحدهم هذه الأحاديث ، وذكرت لديهم قالوا : هذا خبر واحد لا يفيدنا علماً ولا عملاً. ولا يعملون إلاّ بالخبر الصحيح الذي لايصادم عقلاً ولا ضـرراً.
ولذا شاع عن هذه الطبقة أنّهم لا يقولون بحجّية خبر الواحد إلاّ إذا كان محفوفاً بالقرائن المفيدة للعلم.
ولا بُدّ من رعاية القواعد المقرّرة للعمل بالخبر المنقول عن النبيّ والأئمّة المعصومين سلام الله عليهم ، وهي فائدة جليلة لا تجدها في غير هذه الأوراق.
القاعدة الكلّية والضابطة المرعية :
إنّ الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة المعصومين عليهم السلام سواء
____________
(١) من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٤٣ ح ١٥١٦.