فكيف يحدّثون بما لا يقبله العقل ، ولا يساعده الوجدان؟!
نعم ، يمكن تأويل قضية الأرض ، والحوت ، والثور ، على فرض صدورها عن الأئمّة عليهم السلام ، بأنّه أشار إلى أنّ الحوادث هي قوّة الحياة المودعة في الأرض ، التي يحيا بها النبات ، والحيوان ، والإنسان ؛ فإنّ قوّة الحياة هي التي تحمل الأرض ، والثور إشارة إلى ما يثير تلك القوّة ، ويستغلّها من الآلات والمعدات ، إلى كثير من التأويلات والمحامل التي لسنا الآن بصددها ، وإنّما الغرض المهمّ تنبيه أرباب المذاهب الإسلامية ، وغيرهم ، بل وحتّى عامّة الإمامية أنّه لا يجوز التعويل والاعتماد على ما في كتب الأحاديث من الأخبار المروية عن أئمّتنا ، ولا يصحّ أن ينسب إلى مذهب الإمامية ما يوجد في كتب أحاديثنا ، ولو كانت في أعلى مراتب الجلالة والوثاقة.
وقد اتّفقت الإمامية قولاً واحداً : إنّ أوثق كتب الحديث وأعلاها قدراً وأسماها مقاماً هو كتاب الكافي ، ويليه الفقيه ، والاستبصار ، والتهذيب ،
____________
ولا أدعوكم إلاّ إلى الله ، (وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون).
فقام إليه عبادة بن الصامت ، فقال : ومتى ذلك يا رسول الله؟ ومن هؤلاء؟ عرّفناهم لنحذرهم.
قال صلى الله عليه وآله وسلم : أقوام قد أستعدوا لنا من يومهم ، وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس مني ها هنا ـ وأومأ صلى الله عليه وآله وسلم إلى حلقه ـ.
فقال عبادة : إذا كان ذلك فإلى من يا رسول الله؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : عليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي ، والآخذين من نبوتي ؛ فإنهم يصدونكم عن الغي ، ويدعونكم الى الخير ، وهم أهل الحق ، ومعادن الصدق ، يحيون فيكم الكتاب والسنة ، ويجنبونكم الإلحاد والبدعة ، ويقمعون بالحق أهل الباطل ، ولا يميلون مع الجاهل» ..
رواها شهاب الدين أحمد في : توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل ـ مخطوط.