وأمّا نزو خالد بن الوليد على الدماء والنساء فقد ذكرت كتب التواريخ أنّ في حروب الردّة مع كندة أوهم مجاعة الحنفي ابن الوليد في حرب اليمامة ـ التي تزعمّها مسيلمة الكذّاب ، وقتل فيها أعداد كبيرة من المسلمين وقرّاء القرآن وحفّاظه ـ على الصلح لصالح قومه ، ثمّ خطب خالد ابنة مجاعة فزوّجه إيّاها مباشرة بعد الحرب ولمّا تجفّ دماء المسلمين ومن دون مراعاة للروح المعنوية والنفسية للمسلمين ، وقال حسّان في ذلك :
أترضى بأنّا لا تجفّ دماؤناوهذا عروس باليمامة خالد (١) إلاّ أنّ أبا بكر لم يعزله وأبقاه (٢).
وقصّة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة مشهورة معروفة ، وأنّه عرف إسلامه وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله ، إلاّ أنّ خالداً رأى امرأته فأعجبه جمالها فقتل مالك وجماعة من قومه وتزوّج امرأته ، فاستنكر أبو قتادة على أبي بكر ذلك وحلف ألاّ يسير تحت لواء خالد ؛ لأنّه قتل مالكاً مسلماً وغدر به وفجر بامرأته (٣).
وكذلك شأن خالد لمّا قتل ضرار بن الأزور فتزوّج امرأته وهي في عدّتها (٤).
وقد عقد الشيخ الأميني قدس سره في الغدير فصلاً عن الكنوز المكتنزة لدى أكابر الصحابة ، كـ : طلحة بن عبيد الله التيمي ، عبـد الرحمن بن عوف
____________
(١) لاحـظ بقية الأبيات في : مجـموعة الوثائق السياسـية : ٣٥١ ، نقلاً عن كتاب الردّة ـ للواقدي ـ : ٩٨ ـ ١٠٠.
(٢) الفتوح ١ / ٣٦ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ١٣١.
(٣) تاريخ اليعقوبي ١ / ١٣٢ ، الغدير ـ للأميني ـ ٧ / ١٦٣ وج ١٠ / ٣٤١.
(٤) حياة الصحابة ٢ / ٤١٣ ، كتاب عمر بن الخطّاب ـ لعبـد الكريم الخطيب ـ : ١٧٧ ـ ١٧٨.