والأُسس الاعتقادية والمباني الدينية.
وانطلاقاً من الجانب الاعتقادي للتراث كان الشيخ رحمه الله ينظر إلى تلك المخطوطات من ناحية المسؤولية ، فيرى أنّ المصادر والأسانيد ، كلّما كانت صلتها وثيقة بالدين والمذهب ازدادت أهمّيتها أكثر فأكثر ؛ لِما في حفظها من تشييد لأركان الاِسلام ، واطّلاع على حقائق مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وكان شيخنا قد عرف أيضاً ما تكتسب بعض المصنّفات الحديثية الموغلة في القدم من أهمّية كبيرة على غيرها من الكتب الأُخرى ؛ لوجود النقل عن المعصوم عليه السلام فيها ، الذي يعدّ من المصادر الأساسية للتشريع ، إضافة إلى الواجب المفروض علينا في الأخذ بالدقّة والاحتياط في تحصيل مختلف مواضيع مسائل الشريعة السمحاء عن تلك المصنّفات الأصليّة.
وفي الجانب التراثي تنبّه الشيخ الهمداني إلى أنّه ليست بالقليل تلك الكتب التي لم تطبع ولم تشهدها المكتبات ، وظلت حبيسة خزائن المخطوطات تترقّب الظهور ، في الوقت الذي افتقدتها المكتبة الاِسلامية وحرمتها الأوساط والمحافل الدينية والعلمية.
كما عرف أنّ ليس للمشكلة حلّ إلاّ الكتابة ، التي قد عبّر عنها الاِمام الصادق عليه السلام بقوله : «بالكتابة تقيّد أخبار الماضين للباقين ، وأخبار الباقين للآتين ، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ؛ ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض ، ودَرَست العلوم ، وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أُمورهم ، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم ، وما روي لهم ممّا لا يسعهم جهله» (١) ..
____________
(١) بحار الأنوار ٣ / ٨٢.