ولذلك كان لا يحفل بمجلس لا صلة له بأمر الكتب ، كما كان يوصي أصدقائه أن لا يأتوا بأحد إلى بيته لكثرة أشغاله ، مع أنّه كان رجلاً متواضعاً في لقائه بالناس ، يلتقي بهم بانطلاقة وجه وبشاشة ، وكان من دأبه السلام على غيره متقدّماً وكان لا يترك المصافحة.
وكان دقيقاً في جميع أُموره ، ولا يقدم على عمل إلاّ بمبانٍ دينية واعتقادية وأخلاقية ، كما كان في كلامه وكتابته دقّة وظرافة خاصّة ، وكان جيّد الخطّ أيضاً.
* نشأته العلمية :
تعلّم الشيخ رحمه الله وقرأ مبادىَ العلوم والمقدّمات على عدد من العلماء في همدان ، فقرأ المعالم والمطوّل على السـيّد حسين الشوريني ، وأتمّ قراءة السطوح على الشيخ محمّـد هادي الطهراني والسـيّد عبـدالحسين بن فاضل الدزفولي الهمداني.
ثمّ هاجر إلى النجف في السادسة والثلاثين من عمره برفقة عدد من معاصريه ، منهم : الشيخ محمّـد الأنواري ، وأخيه الشيخ حسين الأنواري ، والشيخ حيدر الأنصاري ..
وقد حضر على بعض علمائها يومئذ ، كـ : آية الله الشيخ ضياءالدين العراقي ، آية الله الميرزا حسين النائيني ، الشيخ على أصغر الخطائي ، السـيّد محمّـد الفيروزآبادي ، والشيخ مهدي المازندراني ، وحضر في الرجال على السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وحضر بحثه في الفقه أيضاً ، وقد حاز من كلّ ذلك القسط الوافر ، وبلغ درجة الاجتهاد.
فكان في مستوىً عالٍ من العلم والتحقيق ، حاملاً للقرآن ، حافظاً